هل الحروف المقطعة في أوائل السور لها معان بلغات أخرى غير العربية
رقم الفتوى ( 2615 )
السؤال : هل الحروف المقطعة في أوائل السور لها معان بلغات أخرى غير العربية كالسريانية؟
الجواب : كثر السؤال هذه الأيام عن مقال فيه أن بعض الباحثين اكتشف مؤخرا أن الحروف المقطعة في أوائل السور لها معان في اللغة السريانية: ف(الم)معناها: اصمت. و(الر) معناها: تبصر ، ونحو ذلك. والظاهر أن هذا غير صحيح؛ لأن القرآن نزل بلغة العرب:
- قال الله عز وجل: *(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)* [سورة يوسف: 2].
- وقال الله تعالى: *(كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)* [سورة فصلت: 3].
- وقال تعالى : *(إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)* [سورة الزخرف: 3].
- وقال تعالى: *(وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَٰذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ)* [سورة اﻷحقاف: 12].
وغير ذلك من الآيات.
فإذا قال قائل: في القرآن ما أصله من غير لغة العرب، ولا يمكن أن ينفي ذلك إلا مكابر؟
قلنا: نعم، ولكنه صار باستعمال العرب له عربيا، وإن كان أصله من غير لغة العرب.
مع أن ابن جرير الطبري رحمه الله يقول ما حاصله: لماذا لا تكون تلك الكلمات التي تستعمل عند غير العرب أصلها عربي ثم استعملها غير العرب ولا يمكن إثبات الأولية بدليل مقبول. ا.ه.بمعناه.
فلو بقينا على القول الأول وهو أن في القرآن ما أصله غير عربي لقلنا: إن العرب قد استعملته وعرفت معناه فصار عربيا، أما أن يكون في القرآن ما ليس بعربي ولا تستعمله العرب ولا تعرف معناه فغير مقبول.
ثم إن ما ادعى أن بالسريانية كلمات وليست حروفا مجزأة كما في الحروف المقطعة في أوائل السور غالبا.
والله أعلم.