مناسك الحج والعمرة 2
مناسك الحج والعمرة 2
حكم الحج والعمرة:
حكم الحج:
الحج فرض من الفروض، وركن من أركان الإسلام، قال الله عز وجل: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [سورة آل عمران: 97].
و”على الناس” أي: واجب عليهم؛ لأن من معانى “على” الوجوب.
وفي الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ” رواه البخاري ومسلم.
وفرض الحج في السنة السادسة من الهجرة (عام الحديبية)، وفيها توجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأصحابه قاصدين البيت الحرام للعمرة، وصدوا عن البيت فأنزل الله في ذلك (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) الآية [سورة البقرة: 196]. وفي قراءة لطائفة من التابعين (وأقيموا الحج والعمرة لله). وغيرها من آيات الحج.
ولا يجب الحج بأصل الشرع إلا مرة واحدة في العمر.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : ” أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا ” . فَقَالَ رَجُلٌ : أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَوْ قُلْتُ نَعَمْ ؛ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ” . ثُمَّ قَالَ : ” ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ ؛ فَدَعُوهُ ” . رواه مسلم.
وقد يجب الحج قضاء، وقد يجب بالنذر ونحو ذلك.
وما سوى أداء الواجب من الحج فهو سنة وتطوع.
ويجب الحج على التراخي ( أي: لا يجب فورا ؛ بل العمر كله وقت للحج) عند الإمام الشافعي رحمه الله وغيره، ولكن المبادرة بالحج مطلوبة باتفاق العلماء.
وإذا مات المسلم وهو مستطيع على الحج وجب الحج من تركته سواء أوصى أو لم يوص.
أبو مجاهد صالح بن محمد باكرمان.