حكم حجز المكان في الصف الأول في المسجد
رقم الفتوى ( 2393 )
السؤال : ياشيخ، انتشرت في الآونة الأخيرة وخاصة في شهر رمضان تجد بعضهم يصلي الفجر جماعة في الصف الأول وبعد انتهاء الصلاة يضع شيئا لحجز مكانه لصلاة الظهر سواء كان (عمامة أو سبحة) ، وبعض الناس يأتي مبكرا للجلوس وإدراك الصف الأول فيجد الأماكن محجوزة من الفجر وأصحابها لم يأتوا بعد، لدرجة أنه أحيانا بعض أصحاب الحجز لا يأتي إلا مع إقامة الصلاة فيأتي مسرعا ويدفع المصلين للوصول إلى مكانه المحجوز! فما رأيك في مثل هذه الأمور؟
الجواب : ظاهرة حجز الأماكن في الصفوف الأولى في المسجد ظاهرة سيئة، ولا يحل لأحد أن يحجز مكانا بعمامة أو سبحة ونحو ذلك؛ لأن ذلك من التعدي على المكان العام بغير وجه حق، وإنما يحل للمسلم أن يضع شيئا في المكان الذي قد جلس فيه وقام عنه بعذر ليعود إليه عن قريب فهذا له الحق في هذا المجلس ولو لم يضع عليه شيئا؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ* – وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَوَانَةَ : *مَنْ قَامَ – مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ ” رواه مسلم. وأما أن يحجز الرجل المحل فهذا لا يجوز شرعا، ثم الخطأ الآخر أذية المؤمنين وتخطي رقابهم ومزاحمتهم. فأنصح كل من تصله هذه الفتوى بترك هذا الفعل الخاطئ، وترك المكان لمن سبق، وليعلم هذا الذي يحجز المكان ثم يزاحم الناس للوصول إليه أنه يكسب سيئات لا حسنات، ذلك أنه يؤذي المؤمنين مرتين: مرة عندما يأتون مبكرين فيجدون المكان محجوزا، وربما دعا عليه بعضهم. ومرة حين يزاحمهم ويتخطى رقابهم، وأذية المؤمنين محرمة كما لا يخفى على أحد. فاتقوا الله عباد الله، واتركوا البدع والمخالفات الشرعية، واعلموا أن الأخلاق الحسنة وحسن المعاملة مع المسلمين من أعظم ما يقرب إلى الله تعالى.