هل صحيح أن من يشاهد المقاطع الخبيثة لا يشم رائحة الجنة
رقم الفتوى ( 2272 )
السؤال : ياشيخ، في كثير رسائل منتشرة هذا الأيام وهي “أن الذي يرى المقاطع الخليعة ﻻ يشم رائحة الجنة، ومطرود من رحمة الله، وموقعه في النار” هل هذا الخبر صحيح، وما حكم من يرى المقاطع ؟ جزاك الله خيرا.
الجواب : هذا الكلام صحيح من حيث الجملة فالآيات والأحاديث كثيرة في الوعيد على من يستخف بالله عز وجل، يجعل الله عز وجل أهون الناظرين إليه، قال الله عز وجل: (وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا. يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) [سورة النساء: 107 – 108].عَنْ ثَوْبَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ” لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا “. قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا ؛ أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ : ” أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ” . رواه ابن ماجة. ولا ريب أن النظر إلى العورات محرم وقد أمر الله عز وجل بغض البصر، قال سبحانه وتعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ…) [سورة النور: 30 – 31]. فالذي لا يغض بصره بالنظر إلى وجوه النساء والمردان عاص لله عز وجل مرتكب للمحرم، فكيف بمن يطلق لبصره العنان لينظر إلى العورات المغلظة، أو ينظر إلى الفاحشة؟ عياذا بالله من غضب الله! فالذي ينظر إلى المقاطع الخليعة متجاوز للحدود، مرتكب للمحرم الواضح، منتهك لحرمات الله، فهو تحت الوعيد، والوعيد إنما يكون بالنار، فالوعيد على مرتكب هذا المحرم يعلم من عموم النصوص، فالذي يرى المقاطع الخليعة منتهك للحرمات تحت وعيد الله عز وجل، أجارنا الله وإياكم من النار، فلا تخسر ياعبد الله الجنة، وتمشي بقدميك إلى النار في مقابل لذة عابرة لا تزيد قلبك إلا حريقا ولوعة. والله أعلم.