معنى وتعالى جدك

رقم الفتوى ( 2230 )
السؤال : ما معنى كلمة “الجد” في قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في دعاء الاستفتاح وغيره: ” وتعالى جدك” ؟ وهل هي بفتح الجيم أو بكسره؟ فإننا نحفظها بالفتح ونسمع هذه الأيام من يقول: إنها بالكسر، وأنها لا تجوز بالفتح؛ لأنها تكون بمعنى والد الأب أو والد الأم، والله عز وجل منزه عن ذلك. نرجو التوضيح؟
الجواب : عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أنه كَانَ يَجْهَرُ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ يَقُولُ : “سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُك “* َ. رواه مسلم. و كان عمر رضي الله عنه يجهر بدعاء الاستفتاح من أجل تعليم الناس، وقد روى أصحاب السنن هذا الدعاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكلمة “جدك” في كل الروايات بفتح الجيم وليست بكسرها، ومعنى “الجَد” هنا: الجلال والعظمة، ومنه قول الله عز وجل في كتابه العزير: *(وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا)* [سورة الجن: 3]. ومعنى: (تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا)* : تعالى جلاله وتعالت عظمته، وليس بمعنى الجَدِّ أبي الأب أو أب الأم فإن الله عز وجل منزه عن ذلك، ولكن كلمة “الجَد” من الكلمات العربية التي لها عدة معان، ومن أشهر هذه المعاني: 1- “الجَد” : الجلال والعظمة. 2- “الجَد”: الحظ والنصيب، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: *” ولا ينفع ذا الجَد منك الجَد”* أي: ولا ينفع ولا يغني ذا الحظ منك حظه فلا ينفع الإنسان إلا عمله الصالح إن عمله. 3- “الجَد”: أبو الأب أو أب الأم. والله عز وجل منزه عن هذا المعنى. ويعرف معنى “الجَد” من خلال السياق. وأما “الجِد” بالكسر فمعناها : الاجتهاد وبذل الجهد، ولا علاقة لهذه اللفظة ومعناها بالحديث المسئول عنه. فلنحذر من التفسيرات التي يتصنعها بعض الناس بجهل وقلة بصيرة.
زر الذهاب إلى الأعلى