حكم من سب العالم مثل ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله
رقم الفتوى ( 2049 )
السؤال : ياشيخ ، ماحكم من سب العالم مثل ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله ؟ وهل تجب صلته كأخ أم مقاطعته؟ وهل يجوز الأكل معه والكلام معه أم يجب مقاطعته أفدني ياشيخ ؟
الجواب : يحرم سب المسلم مطلقا ، فعن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ بن مسعود رضي الله عنه ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺳﺒﺎﺏ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﺴﻮﻕ، ﻭﻗﺘﺎﻟﻪ ﻛﻔﺮ” رواه البخاري ومسلم . والسب أذى ويحرم إيذاء المسلم مطلقا ، قال الله عز وجل : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[سورة اﻷحزاب: 58].
والعالم خاصة يجب إجلاله واحترامه ، ومن لم يوقر العالم ويعرف حقه فليس من المسلمين ، فعن ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ رضي الله عنه أن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ قال : “ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﻞ ﻛﺒﻴﺮﻧﺎ ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺻﻐﻴﺮﻧﺎ، ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻟﻌﺎﻟﻤﻨﺎ” أي : يعرف لعالمنا حقه رواه ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ.
والأعظم من ذلك أن الله عز وجل قرن قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس بقتل الأنبياء فقال جل جلاله : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[سورة آل عمران: 21]. والعلماء هم رأس الذين يأمرون بالقسط من الناس ، وإذا كان قتلهم يقرن بقتل الأنبياء فأذاهم كذلك ينبغي أن يقرن بأذى الأنبياء ، ولا غرو فالعلماء هم ورثة الأنبياء .
والمشايخ ابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله هم خيرة علماء هذا الزمان فكيف يستبيح المسلم لنفسه أن يسب العلماء الربانيين الذين هم أولياء الله عز وجل وفي الحديث القدسي : ” من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب” ؟
وأما قضية هجر الساب فالهجر وسيلة وليس بغاية فإن كان الهجر سيؤثر في أخيك بحيث يردعه عن سب العلماء فاهجره ، وإن كان التأليف هو الذي سيرده عن غيه وسبه فهو أولى من الهجر . والله أعلم .