سلسلة ولأبين لكم 2 -منزلة الصلاة وخطر من تهاون بها أو تركها-

منزلة الصلاة وخطر من تهاون بها أو تركها

بسم الله الرحمن الرحيم

1- الصلاة هي عمود الدين وهي أعظم فريضة أمر الله عز وجل بها بعد التوحيد , قال الله عز وجل : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [البينة: 5]., وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ» رواه أحمد والترمذي والنسائي . فإذا سقط العمود سقط البناء.
2- والصلاة هي أول عبادة فرضها الله عز وجل على عباده بعد التوحيد قبل سائر العبادات , ولعظيم قدر الصلاة فرضها الله عز وجل من فوق سبع سموات ليلة الإسراء والمعراج.
3- والصلاة صلة بين العبد وربه يتصل فيها العبد بربه عز وجل ويستعين به على أمور الدنيا والآخرة , قال الله عز وجل : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 45، 46]. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، صلى» رواه أبو داود .
4- ومن ثمرات الصلاة أنها تجلب للنفس السعادة والطمأنينة والاستقرار وتقيها الهلع والقلق , قال الله عز وجل : {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ } [المعارج: 19 – 23]. وكان رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول :«يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها» رواه أبو داود وغيره .
5- ومن ثمرات الصلاة أنها تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر , قال الله عز وجل : {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].
6- ومن فضائل الصلاة أنها تذهب السيئات وتكفر الخطيئات وتمحو درن النفوس , قال الله عز وجل : {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 114، 115]. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَفِي حَدِيثِ بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟» قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا» رواه مسلم .
7- والصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ … » رواه أصحاب السنن , وفي لفظ في الترمذي والنسائي :
«أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ بِصَلَاتِهِ فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ».
8- والصلاة هي الصفة الفارقة بين الإسلام والكفر , قال الله عز وجل : {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التوبة: 11]. أي: فإن تاب المشركون من كفرهم فشهدوا الشهادتين ووحدوا الله (وأقاموا الصلاة وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) أي : فهم مسلمون مثلكم , ومفهوم الآية أنهم إن تركوا شرطا من تلك الشروط فليسوا بإخوان لنا في الدين .
وفي الحديث عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ» رواه مسلم .
9- و قد توعد الله عز وجل من أضاع الصلاة بأن يصلى غيا وهو واد في جهنم , قال الله عز وجل : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].
10- وتوعد الله عز وجل من كان ساهيا عن الصلاة مضيعا لأوقاتها بالويل وهو الهلاك والعذاب في جهنم , قال الله عز وجل : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)} [الماعون: 4ـ 5].
11- وبيّن الله عز وجل في كتابه العزير أن من أعظم أسباب دخول الناس إلى سقر هو ترك الصلاة فقال جل جلاله : {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ } [المدثر: 38 – 47].
12- ولم يذكر الله عز وجل في كتابه العزيز ترك الصلاة بالكلية إلا عن أهل الكفر والجحود , قال الله عز وجل : {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [القيامة: 31 – 35]. وقال تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 48، 49].
13- وأختم بهذا الحديث : عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا فَقَالَ : « مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا ؟ كَانَتْ لَهُ نُورًا ، وَبُرْهَانًا ، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ ، وَلاَ بُرْهَانٌ ، وَلاَ نَجَاةٌ ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ ، وَفِرْعَوْنَ ، وَهَامَانَ ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ» رواه أحمد وغيره .

أبو مجاهد صالح بن محمد باكرمان

زر الذهاب إلى الأعلى