ماتت أمي بعد صراع مع المرض وكنت بجانبها إلا إنها ماتت وأنا بالمدرسة وأنا الآن نادم ماذا أفعل
رقم الفتوى ( 1156 )
السؤال : ياشيخ ، ماتت أمي بعد صراع مرير مع المرض ، وكنت برفقتها طوال سنوات مرضها ، سافرت معها إلى الأردن والهند ولازمتها آخر أيامها . آخر أسبوع لها لم تكن تنام ، وكنت أتذمر وأتعب كوني معلمة أداوم في الصباح ، وماتت وأنا بالمدرسة . وأنا اﻵن نادمة لتذمري وأحس أن أمي لم تكن راضية ، والدليل موتها وأنا بعيد عنها ، فهل هذا صحيح ؟ علما أني لم أكن أخرج من البيت إلا للدوام ، ولازمتها وتركت الخروج إلا للمدرسة حيث يرعاها أخي في هذا الوقت .
الجواب : لا ينبغي أن تجعلك المواقف التي مرت بك تتخذين سلوكا سلبيا مع الإحساس بالذنب فتظلين تفكرين وتتحسرين ويؤثر ذلك في جهدك ونشاطك في الحياة ، وموقفك مع والدتك ووقوفك بجانبها وسفرك معها يدل على بر وإحسان ، وأما التذمر في آخر الأمر فإن كان بسبب زحمة الحياة وكثرة الأتعاب فهو بسبب ضعف الإيمان بالقضاء والقدر والضعف البشري ، وإن كان تذمرا من خدمتك لأمك وانشغالك بها فهو نقص في البر ، واستدراك ذلك يكون بالتوبة والاستغفار والدعاء للأم والصدقة لها عند الاستطاعة ، ولا يلزم عدم حضورك لوفاتها أن تكون غير راضية عنك ، وأنصحك بغلق هذا الباب الذي يوهنك بسببه الشيطان ، واشتغلي بالعمل الصالح بدلا عن ذلك وحسن البر بالوالدة بعد وفاتها بالدعاء والاستغفار وزيارة الأرحام ، والله ولي التوفيق.