بيان الشيخ حول تفجير نقاط مدينة المكلا

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان الشيخ حول تفجير نقاط مدينة المكلا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمابعد :
فببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ الحادث الإجرامي الأليم الذي تعرض له عدد من المواقع العسكرية بمدينة المكلا والذي نتج عنه إزهاق أرواح العشرات من الجنود وإصابة العشرات منهم وهم يختمون يوما من أيام صيامهم، ويستعدون للإفطار آمنين في مواقعهم .
ونعلن استنكارنا الشديد وإدانتا الكاملة لهذاالحادث الإجرامي ، فحرمة الدماء معلومة في شرع الله والاعتداء عليها يعد أكبر الكبائر بعد الشرك بالله ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)[سورة النساء 93]. وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (ﻟﻦ ﻳﺰاﻝ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﻓﺴﺤﺔ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﺐ ﺩﻣﺎ ﺣﺮاﻣﺎ ) رواه البخاري.
والأشد والأنكى أن تعد تلك الجرائم من الجهاد في سبيل الله، وتنسب إلى الدين والدين منها برئ .
ونؤكد أن من يقومون بتلك الأعمال قد انحرفوا عن دين الله عز وجل وفارقوا السنة، وأن أهل السنة بريئون منهم ومن أعمالهم تلك، وندعو أبناء حضرموت إلى الاصطفاف ضد هذا الفكر الدخيل والسلوك المنحرف الذي يشوه دين الإسلام ويطمس العقول ، ويهلك الحرث والنسل ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) رواه النسائي وابن ماجه .
كما ندعو قيادة حضرموت السياسية والعسكرية والأمنية إلى تعزيز أواصر السلم الأهلي ولملمة فئات المجتمع ، لتشكل حضرموت كما عهد عنها تميزا في ألفتها وتماسكها وتكاتفها لتنبذ هذه الأفكار الضالة والجماعات المنحرفة ، وتتطهر البلاد من شرها ويرتاح العباد من أذاها.
وعلى السلطة بكافة مكوناتها أن تكف عن ملاحقة الدعاة المعتدلين الذين لا علاقة لهم بهذا الفكر ، ويطلقوا سراح من كان منهم في المعتقلات بسبب وشايات كاذبه وتهم غير ثابتة ؛ فإن عداوة أهل الوسطية والاعتدال تخدم الغلاة وتدفع بطوائف من الشباب السذج للالتحاق بهم بمبرر أن السلطة تحارب الدين وأهله.
تقبل الله الموتى في الشهداء، وجبر مصاب أهلهم، وشفى الله الجرحى، وجعل ما أصابهم تمحيصا للنفوس وتكفيرا للذنوب ، وحفظ الله بلادنا وسائر بلاد الملسلمين من كل مكروه.
صادر عن :
الشيخ أحمد بن حسن المعلم
الشيخ صالح بن محمد باكرمان

زر الذهاب إلى الأعلى