وجهة النظر في أسامة بن لادن
رقم الفتوى ( 18 )
السؤال : ما وجهة نظركم في الشيخ اسامه بن لادن والاعمال التي يقومون بها وهل يوجد جهاد في غيرفلسطين وهل الجهاد فرض عين ؟
الجواب : بالنسبة لوجهة نظرنا في ابن لادن هو أنه أولاً وقبل كل شيء من المسلمين فله منا ماللمسلمين من الولاء في الجملة ونحن معه ضد الكافرين ومعسكر الكفر ، ومهما كان موقفنا من مسلم أو وجهة نظرنا حوله فلن نكون قط مع الكفار ضده . وهو ثانياً في أول أمره من أهل الجهاد والبذل في أفغانستان ولن يتره الله عمله ما أخلص واستقام على الطريقة ، ولكن ابن لادن في آخر أمره تأثر بفكر الغلو من قبل بعض غلاة المصريين وساقه ذلك إلى التكفير والتفجير وهذا منهج منحرف وسبيل جائر عن الهدى والحق ولذلك حكم عليه الإمام ابن باز رحمه الله بأنه في هذا ( من المفسدين في الأرض ) ولاشك أن عمليات ابن لادن والقاعدة المتوجهة ضد المسلمين ومصالحهم من الإفساد في الأرض .
وأما بالنسبة للجهاد وهل تمة جهاد في غير فلسطين فهذا لاتخفى الإجابة عنه، فكل بلد ينزل فيه الكفار احتلالاً له وجب فيه الجهاد فالجهاد في فلسطين والجهاد في العراق والجهاد في أفغانستان والجهاد في كشمير وفي غير ذلك .
وقولك ( هل الجهاد فرض عين فنعم الجهاد فرض عين على من نزل بهم العدو واحتل أرضهم وهذا مقرر في كتب الفقهاء .لكن القضية التي تكلمنا فيها من قبل هي :
هل الجهاد فرض عين على كل واحد من المسلمين اليوم ؟ ونقول في الإجابة عن هذا السؤال : لا ، فإن الجهاد – بمعنى القتال – لا يكون مفروضاً شرعاً فرضا عينياً على كل فرد من المسلمين كفرض الصلاة وليس الجهاد من أركان الإسلام ، ولا يتأتى عقلاً وواقعاً أن يقاتل كل فرد من المسلمين ، بل هذا ضرب من المستحيل والشرع لا يوجب المستحيل ، وماقرره الفقهاء من أن الجهاد ويجب عينا على من نزل لهم العدو فإن لم يستطيعوا فعلى من قرب منهم فهذا حق ، لكن توسيع الدائرة حتى تعم المسلمين في الأرض هذا من صنع بعض المتأخرين وهو ضرب من المستحيل . فهل يعقل أن الشرع الحكيم – مثلاً يفرض على مائة مليون أن يقاتلوا في مكان واحد كالعراق ، ثم هل يجوز أن يتفرغ لهم من يطبخ لهم ويداوي جرحاهم ويعلن أخيارهم أولا وهل يجب على المسلمين أن يغلقوا المطارات والموانىء والمستشفيات والمؤسسات التجارية ونحو ذلك ليقاتل أفرادها بأنفسهم أو نقول هم في جهاد في أماكنهم . فالأول هو لازم قول من فرض جهاد القتال على كل المسلمين والثاني هو ما نقول به فالجهاد قد يكون فرض عين على المسلمين بمعناه العام لا بمجرد القتال فافهم . وهذا ماقرره العلماء في فتوى المنع من الذهاب على العراق .