ليلة النصف من شعبان .. موسم مغفرة الذنوب
⚜ليلة النصف من شعبان .. موسم مغفرة الذنوب ⚜
جاء في الحديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “يطّلع الله جل جلاله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ” رواه ابن أبي عاصم وغيره ، وصححه الألباني .
- هذا الحديث الجليل يدل على فضل ليلة النصف من شعبان ، وأن من فضلها العظيم أن الله عز وجل يغفر لجميع خلقه فيها ، فهي موسم مغفرة وتكفير للذنوب .
ولا يستثنى من عموم مغفرة الله عز وجل في هذه الليلة الجليلة إلا اثنان : .الأول : رجل مشرك كافر قد حبط عمله بسبب الشرك والكفر ؛ فلا يقبل له عمل ، قال الله عز وجل : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[سورة الزمر :65].
والثاني : المشاحن : والمشاحن كما فسره الإمام ابن الأثير رحمه الله في ” النهاية في غريب الحديث ” هو : ” المعادي ، والشحناء العداوة ، والتشاحن تفاعل منه “. وهذا يعم كل مشاحنة ومعاداة وخصومة بين المسلمين .
وهذا يوجب على المسلمين التصالح فيما بينهم ، وترك الشحناء والخصومة حتى تتهيأ النفوس لمغفرة الله عز وجل ، فكل من بينه وبين إخوانه شحناء أو بينه وبين جيرانه شحناء أو بينه وبين أصدقائه شحناء أو بينه وبين أحد من المسلمين شحناء يجب عليه أن يبادر إلى ترك الخصومة والشحناء ، والمبادرة إلى التصالح والتغافر حتى تتهيأ النفوس لشهر التوبة وموسم الخير الأعظم شهر رمضان شهر القرآن ، وشهر الإيمان ، وشهر العتق من النيران .
والمبتدع “المشاحن” لأهل السنة فرد من الأفراد التي تدخل في عموم “المشاحن” ولا ينبغي تخصيص عموم “المشاحن” في هذا الفرد ، وتفسير الأئمة لا يخصص عموم النص الشرعي، ومن فسر من الأئمة “المشاحن” في الحديث بالمبتدع الذي يخاصم أهل السنة ويحاربهم فإنما قصد ضرب المثال بذلك ، وأن هذا الصنف حقيق بالدخول في عموم “المشاحن” الذي لا يغفر له في ليلة النصف من شعبان ، وهذا الأسلوب من التفسير – وهو التفسير بالمثال وتخصيص ذكر ما قد يغفل الناس عنه – أسلوب جاري في طريقة السلف رضي الله عنهم . .🖊 أبو مجاهد صالح بن محمد باكرمان .