وجاءت سكرة الموت بالحق

 

وجاءت سكرة الموت بالحق

إذا سألتك أيها القارئ الحبيب هل ستموت ؟ فلاشك أن إجابتك ستكون : نعم ، وإذا سألتك كذلك هل عندك شك في الموت وأنك ميت ؟ فمؤكد كذلك أن إجابتك ستكون : لا ،لاشك عندي في أنني ميت فالموت حق ، وإذا سألتك ثالثاً : متى سيكون ذلك ؟ فتقول : لا أدري ؟ وإذا سألتك هل لحد الموت سن معين ؟ فتقول :لا ، فالموت لا يعرف بين الصغير والكبير .
فالموت إذا حق وليست له ساعة معلومة ولا يفرق بين صغير وكبير فهو إذا يأتي بغتة فعلام لم نعدله العدة ؟ علام لا نفكر فيه دائماً حتى لا نباغت بزيارته لنا ؟ هل نريد أن نكون من أهل الغفلة الذين يفاجئون بالموت والبرزخ والآخرة ؟ قال تعالى {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }كنت في غفلة عما بعد الموت من أمر الآخرة وحقيقة البعث والحساب والجزاء ، فجاء الموت بغتة ورحلت فجاءت فإذا بالغطاء ينكشف وإذا بالحقائق ماثلة وإذا بالنار متربصة وإذا ببصر الإنسان حديد نافذ يرى حقائق الآخرة بأم عينيه ، فهلا صحونا من الغفلة وأحسنا العمل قبل أن لا يكون عمل !

زر الذهاب إلى الأعلى