معرفة الله أول الطريق

معرفة الله أول الطريق

إن الأساس الأول الذي تبنى على تزكية النفوس هو معرفة الله عز وجل ، فكلما كان العبد أكثر معرفة بالله عز وجل كان له أتقى وأخشى ولهذا قال النبي صلى الله علية وسلم : ( إني لأعلمكم بالله وأخشاكم ) .

والمعرفة بالله عز وجل تتحصل من خلال النظر في آيات الله عز وجل : آياته القرآنية ، وآياته الكونية فإن آيات الله عز وجل هي الموصلة إلى المعرفة بصفاته وأفعاله ومن أعظم الصفات التي تثمر التقوى صفة العلم وصفة القدرة فعلم الله المحيط بكل شي وقدرة المطلقة تثمر الخوف من الله حلى حلاله والمراقبة له .

ولقد كان لقمان الحكيم حكيما عندما أوصى ابنه في ثالث وصاياه بوصية جامعة هي الوصية بمراقبة الله عز وجل وتقواه لكنه لم يستخدم الأسلوب المباشر العادي في الوصية بالمراقبة والتقوى بل لفت نظر ابنه إلى علم الله المحيط وقدرته المطلقة فقال : ( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ )(لقمان : 16) .

( إِنَّهَا ) أي الخصلة من الخير أو الشر يعملها الإنسان ، أينما عملها الإنسان ولو كان متخفيا بها في وسط صخرة صماء أو في جوف السموات الشاسعة فإن الله مطلع عليها وقادر على إحضارها يوم القيامة (يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) فقوله (يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ) دليل القدرة ، وقوله ( إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) دليل العلم .

فالله عز وجل مطلع على الخليقة عالم بهم لا تخفى عليه منهم خافية ( فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ) ( عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) ( لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) ( قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ) .

وهو سبحانه قد أحاط بخلقه قدرة عليهم فلو شاء لأهلكم أجمعين ، ثم إنه يبعثهم ليوم تستخف فيه الأبصار فيحاسبهم على أعمالهم ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) ، فلنراقب الله عز وجل ولنملأ قلوبنا بالمهرفة به فإن ذلك هو أول سبيل تزكية النفوس .

زر الذهاب إلى الأعلى