سنة الإبتلاء
سنة الإبتلاء
قال الله عز وجل { الم(1) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون(2) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين(3) } العنكبوت: 1-3 .
فأخبر الله عز وجل أنه لابد من ابتلاء كل من ادعى الإيمان ليعرف الصادق من الكاذب ، فهذه سنة ربانية لا تتخلف ، وإنما يختلف نوع البلاء ، فمن الناس من يبتلى بعدو، و من الناس من يبتلى بمرض، و من الناس من يبتلى بالسراء، و من الناس من يبتلى بالضراء، و من الناس من يبتلى بعدوبعيد و من الناس من يبتلى بقريب، و من الناس من يبتلى بجميع الناس و من الناس من يبتلى بتفرقهم ، و من الناس من يبتلى بالشبهات ، و من الناس من يبتلى بالشهوات ، ، و من الناس من يبتلى باختلال الباطن، و من الناس من يبتلى بانحراف الظاهر، و من الناس من يبتلى بالإفراط و الغلو، ومن الناس من يبتلى بالتفريط والجفاء ، ومن الناس من يبتلى في العلم و من الناس من يبتلى في العمل ، و من الناس من يبتلى في الدين ، و من الناس من يبتلى في الدنيا، و هكذا وقد تجتمع مجموعة من الابتلاءات على الفرد الواحد نسأل الله العافية .
وقد يكون البلاء نعمة وتكفيراً كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( إذا أحب الله عبداً أبتلاه))
وقد يكون عقوبة و نكالاً.
وللبلاء حكم كثيرة أهمها :
– تميزصفوف المؤمنين قال الله عز وجل( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب )) آل عمران 179 .
فأخبر الله عز وجل أنه لايدع المؤمنين حتى يميز صفوفهم ليعرف الصادق من الكاذب و الطيب من الخبيث ، فيركم الخبيث و يسدد الطيب .
– و من حكم الابتلاء تعريف الخلق بربهم و أنهم تحت قدره ومشيئة فيعرف المؤمنون ربهم و يبتهلون إليه و يعتمدون عليه دون سواه قال الله عز وجل : ( فأخدناهم بالباساء والضراء لعلهم يتضرعون ) الانعام:42 . و من حكم البلاء تكفير الذنوب وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مايزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله و ما عليه خطيئة ) رواة الترمذي .
و الحاصل أن الله عز وجل لايقدر للمؤمن إلا ما هو خير له فمن أراد أن يكون من أهل الإيمان فعليه أن يحيى حياته كلها بين الشكر و الصبر، وفي الحديث عن صهيب الرومي رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له و أن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم .
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الإيمان الذين يثبتون عند البلاء ويصبرون ويحمدون عند السراء ويشكرونه . تولانا الله وإياكم بنعمه وسدد خطانا و خطاكم .