شهر التوبة
شهر التوبة
إن شهر رمضان محطة لتعبئة القوى النفسية والخلقية وموسم للخير والتوبة وفرصة سانحة للإنابة والرجوع وإحداث التغيير في النفس والحياة .
إن شهر رمضان هو أنسب الأوقات للتوبة ومفارقة سيء العادات ، شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه النيران وتغل فيه جنود الشيطان ، وتسرح فيه ملائكة الرحمن ، وينادي في أوله (( يا باغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر )) ، فمتى تتوب يا عبدالله إن لم تتب في هذا الشهر المبارك ؟ متى تصلح نفسك وتعيد حساباتك إن لم تصلحها في شهر الطاعة والقربات ؟ ، آن الأوان أيها الفتية أن نتوب إلى الله وأن نغير ما بأنفسنا فإن الله عز وجل يقول : (( إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) .
فلابد إذا من خطوة نحو التوبة ولابد من حركة نحو التغيير فإن الهداية لا تعطى إلا لمن طلبها وسعى إليها قال الله عز وجل : (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )) فلنكن كفتية أهل الكهف الذين كان أول أمرهم الشعور بالخطأ وكان ثاني حالهم العزم على التغيير وكان ثالث أفعالهم هجر الباطل والتحرك نحو الطهر بعيدا عن البيئة المنحرفة فلما كان منهم ذلك الاجتهاد هداهم الله إلى سبيل الرشاد قال الله عز وجل : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) فاجتهد وتحرك حتى يهديك الله إلى سبيله واغتنم حياتك قبل حلول الأجل فإنك لا تدري لعلك لا تصبح أو لا تمسي ، والله يرعانا ويرعاك وهو الهادي إلى سواء السبيل