قد أفلح من زكاها

قد أفلح من زكاها

لقد خلقنا الله عزوجل في هذه الحياة لنعبده ونطيعه ونتبع شرعه وخلقنا ليبلونا بذلك قال الله عز وجل ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) ( الملك) .
ومن بلاء الله عز وجل لعباده أن جبل هذه النفوس على مجموعة من الصفات التي تثقل النفس بدورها لتخلد إلى الأرض أو تستعصي على الطاعة والاستقامة ، ومن هذه الصفات : حب الخير وهو المال ، وحب الحياة والخلود ، والغضب ، والعجلة، والجهل وحب الشهوات وغير ذلك من الصفات . ولكن الله عز وجل في مقابل ذلك هيأ بفضله ومنته للإنسان ظروف الانتصار على نفسه ، وسهل له سبل تزكيتها وتطهيرها ، فأعطاه عقلا مفكرا، وإرادة مختارة ، وشرعا منزلاً يزيل به جهله ، ويستنير به في الطريق قال الله عز وجل ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا ) } الإنسان { وبهذا وذاك اكتملت شروط الإختيار ، والمطلوب من الإنسان هو أن يزكي نفسه ويطهرها من الشرك والمعصية وسيئ الأخلاق ليفلح ويفوز ، ويحذر من تدسية نفسه وإهمالها وتركها فإن ذلك يوقعها فيما يعيد بها إلى الخيبة والخسران ، والإنسان نفسه هو المسؤل عن نفسه وعن تزكيتها وعن تدسيتها وعن نتائج التزكية أو التدسية ، وقد أقسم الله عز وجل في ( سورة الشمس ) أحد عشر قسماً عن هذه الحقيقة فقال جل جلاله ( والشمس وضحاها )( والقمر إذا تلاها ) (والنهار إذا جلاها )( والليل إذا يغشاها )( والسماء وما بناها) (والأرض وما ضحاها )( ونفس وما سواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) الشمس : – إنها لحقيقة جديرة بالانتباه فأنت وحدك أيها الفرد مسؤل أمام الله عز وجل عن تزكية نفسك وعن البحث عن سبل الهداية والارتقاء فلا تنتظر أحدا ليأخذ بيدك ولا تلق المسؤلية على عالم أو طالب علم أو داعية أو أب أو مربي فهذه أسباب ربما يسرها الله عز وجل من فضله لمن شاء من خلقه ولكن الأساس في التزكية والفلاح أو التدسيةوالخيبة هو أنت فأين أنت من عنايتك بنفسك فإن الله عز وجل يقول : ( والذين اهتدوا زادهم هدى فأتاهم تقواهم ) محمد : فهم الذين اهتدوا أولا بالسير في طريق الهداية والبحث عن سبلها فجازاهم الله عز وجل بالهداية .
وأعلم انك وحدك يوم القيامة المسؤل أمام الله عز وجل عن ذلك قال الله عز وجل ( لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) مريم .
فامسح خبث الشيطان عن عقلك، وارتق بنفسك قبل فوات الأوان.

زر الذهاب إلى الأعلى