أين الأثر

أثر السير يدل على المسير ، ولكل إنسان أثره الخاص به الذي يتميز به عن غيره ، وهذا في أثر القدم ، وكذلك ينبغي أن يكون الحال في أثر النفس وما يأتمر به بأمرها من الجوارح ، لابد أن يترك المسلم أثره في هذه الحياة ، وإلا فهو رقم زايد .

والشباب خصوصاً أكثر الناس قدرة على أن يتركوا أثراً تظهر عليه بصماتهم الخاصة بهم ، ولكن الأثر المطلوب هو الأثر المشروع المحمود الذي ينطلق من منطلق العبودية لله عز وجل فإن الله عز وجل يقول { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وليس أثرا والسلام .. على طريق الذين يريدون أن يقولوا : نحن هنا لتلتفت الأنظار إليهم ثم يذكرون وانتهى الأمر .. بل المسلم هو الذي يسعى لإرضاء خالقه وابتغاء مرضاته ، ونفع الناس وإلا كان من الذين يكونون في جملة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة .. قوم طلبوا الذكر والسمعة في الدنيا فيقال لهم يوم القيامة : ( قد قيل ) ثم يسحبون إلى جهنم والعياذ بالله .

ولابد أن يقيد الأثر بمسلك الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) فإذا تمت الشروط فما بقي إلا العزيمة والانطلاقة ، وترك التقيد بفلان وفلتان ، وعدم التسويف فإن التسويف يقتل الهم ويضيع المواهب فانطلقوا أيها الفتية كل في ناحيته ومسلكه وصنعوا بصماتكم واتركوا أثركم لمن يأتي بعدكم ، فإن ذلك من عزائم الأمور وشيم الرجال كما قال الشاعر :

وكن رجلا إن أتوا بعده × يقولون : مر وهذا الأثر

زر الذهاب إلى الأعلى