بتنحي مبارك هل دنى يوم الغضب على اسرائيل؟
سدل الستار على حقبة من الظلم المستطير على شعب أرض الكنانة -مصر العظيمة- ولقد كانت تلك الحقبة سوداء حالكة حكمتها عصبة من الوحوش الكاسرة بقانون الغاب, فهشمت عظام الدعاة والمصلحين، وكممت أفواه العلماء والموجهين، وأرهقت ظهور العمال والفلاحين، أزهقت أرواح الآمرين الناهين، ورضيت لنفسها أن تكون عميلة لليهودية والصليبية في المنطقة، وأن تقف حارساً أميناً على حدود دولة اليهود، كسجان لأهل غزة وفلسطين، وصادّ لكل مجاهد أمين.
ذهب مبارك وفرح بذهابه المؤمنون: وما لهم لا يفرحون وقد أزال الله طاغية من الطغاة الظالمين؟ ولقد فرح كثير من السلف الصالح يوم أن جاء البشير بهلاك الحجاج بن يوسف، وإن بين مبارك والحجاج لبوناً شاسعاً، فلقد كان الحجاج محكمّاً لشريعة الله، ناصراً للجهاد في سبيل الله، غير أنه كان ظالماً.. فإذا فرح السلف بهلاك الحجاج فنحن أولى بالفرح بتنحي مبارك.
أما مسألة الثورة والخروج فلا زلنا نردد أن الواجب بعد الخروج – لو سلم بعد التوصيف أنه خروج – تقليل المفسدة وتخيف الشر والسعي للصلح بين المسلمين وإعادة وحدتهم ولو كان ذلك بتنحي الحاكم. ورحم الله الحسن بن علي رضي الله عنهما فقد تخلى عن الخلافة مع أهليته وحسن سيرته من أجل درء الفتنة وجمع كلمة المسلمين، وقد أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بفعله ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: «ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين» [رواه البخاري ومسلم].
إن زوال ابن علي ومبارك من الحكم مؤذن ببداية انتهاء الحكم الجبري، وبداية عهد جديد بإذن الله تعالى، وكنت قبل أيام في حديث مع بعض إخواني وتلاميذي فقال أحدهم: هل تذكر كتاب الشيخ سفر الحوالي: يوم الغضب؟ فقد قرر فيه بأنه حسب مقتضى النبؤات التوراتية أن يوم الغضب على اليهود سيكون في عام (2012م)! ولا شك أن تلك مجرد ظنون لا يتمسك بها، ولكن هذه الأحداث الجديدة ربما تحول تلك النبوءة إلى حقيقة إذا ما أعددنا نفوسنا، وأعدّت الأمة عدتها لتلك الملحمة، والله ولي المؤمنين.