إمام الأزهر في ذمة الله .. اذكروا محاسن قومكم
أيها الفتية / توفي إمام الأزهر محمد سيد طنطاوي رحمة الله عليه ، وكان قد أثار جدلاً طويلاً حول الكثير من القضايا ، فيها حكم فوائد البنوك ومواقف من تصرفات بعض الدول الغربية مع الجاليات الإسلامية وغير ذلك .
وقد أفضى شيخ الأزهر رحمه الله إلى ربه عز وجل فنسأل الله تعالى أن يغفر له ويتوب عليه ويتغمده برحمته الواسعة ، وإن يجعل الباقي له ما فيه نفع للإسلام والمسلمين ، وإن من محاسن ما ترك شيخ الأزهر رسالته حول بني إسرائيل والمسلمين وتفسير وسيطا للقرآن قرر فيه وجوب الحجاب على المرأة ومن العجب أنه لم يذكر فيه قول القائلين بكشف الوجه ، ثم جاءت له آراء لسنا هنا في مجال مناقشتها ولا الحديث عنها ولكن حديثنا اليوم عن ذكر محاسن موتى المسلمين والنظرة إلى كل مسلم بنظرة الرحمة والإشفاق لاسيما من أفضى إلى ربه منهم . قال الله عز وجل : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ .. ) ولا يعني هذا بحال عدم جوازه الرد على المخالف والنقد لما كتب فالحوار والنقد البناء من عوامل بناء الفكر والأمة لا من عوامل الهدم ، ولكن لا بد من شروط للناقد وآداب لمن يتولى الرد لا بد من مراعاتها ، ومن أهتم تلك الآداب : النقد عن المصادر مباشرة ، والفهم التام للموضوع ومحل النقد وحسن الأسلوب ، والرفق مع المخالف وغير ذلك .
إن عفة اللسان من الأخلاق العظيمة التي يحرص عليها الإسلام ولقد رفض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الفضاضة في الرد حتى على اليهود ، لأن المسلم يجب أن لا يكون لسانه فاحشاً ولا متفحشاً ؛ لذلك لما قالت عائشة رضي الله عنها لليهود ( عليكم السام والذام يا إخوان القردة والخنازير ) قال لها النبي صلى الله علية وسلم يا عائشة .. إن الله لا يحب الفحش والتفحش .. وقال : ( إن الله يحب الرفعة في الأمر كله ) هذا مع اليهود فكيف مع المسلمين .. ومع من ينسب إلى العلم .
لذلك فإنني أربأ بكل من يتبع محمداً صلى الله عليه وسلم أن يترك العنان للسانه في شيخ الأزهر أو غيره من علماء المسلمين ، نسأل الله أن يغفر لنا ولجميع المسلمين أحياء وأمواتاً والحمد لله رب العالمين