اليمن على مفترق طرق
اليمن على مفترق طرق
تقف اليمن اليوم على مفترق طريق في زمن دعت فيه بريطانيا لمؤتمر لمناقشة الوضع الداخلي في اليمن وأيدتها على هذه الدعوة الولايات المتحدة والأمم المتحدة واليمن نفسها،وإن أعلنت اليمن قراراً عدم رضاها بالتدخل المباشر لحل أزمتها ومشاكلها الداخلية ، مع أن الشارع اليمني لا يصدق بعدم وجود تدخل أجنبي في العمليات التى تقوم بها الدولة وبصرف النظر عما يقوله الشارع فإن الذي لا شك فيه أن ثمة خطورة عظيمة من جراء تدويل القضية اليمنية ، فإن ذلك سيجر حتما إلى التدخل الأجنبي السافر في الدولة اليمنية وسيعرض بلدنا الحبيبة لتكون ألعوبة بيد الدول الغربية الاستعمارية سماء بريطانيا ( العجوز الشمطاء والداهية الدهياء ) أو الولايات المتحدة فرعون العصر أو أدوات هذه الدول الاستعمارية مما يسمى بـ ( جمعية الأمم المتحدة ) و ( مجلس الأمن ) ونحوها من الأدوات الاستعمارية الحديثة .
بإزاء هذه النازلة العظيمة يجب على كل مخلص في اليمن أن يتقي الله عز وجل وينظر إلى المصلحة العظمى وهي حماية يمن الإيمان والحكمة من الوقوع في برثن الوحوش الكاسرة التواقة للدماء وتمزيق الأجساد ولو لم تظفر من الفريسة بشيء .
إن أعظم الواجب يقوم على كاهل الدولة وأجهزتها المختلفة ومؤسساتها المختلفة أن تتحرك نحو عملية إصلاح الأوضاع بصدق والسماع من المتظلمين بحق وأن يسمعوا لمن يتألم من الظلم ويشتكي من الحيف وسؤ المعاملة وأنواعا من الإقصاء ، وأن يسمعوا لمن يصرخ بكل صوته مطالبا بمحاربة الفساد وكثرة المفسدين سواء كان مفسداً أخلقياً أو إدارياً أو مالياً ، وأن يعملوا بجد من أجل العدالة والحرية المشروعة والمساواة بين المناطق والأفراد .
وواجب على العلماء والدعاة أن يقوموا بواجبهم من نصح جميع الأطراف بما يمليه عليهم دينهم وصدق نصحهم رضي من رضي وسخط من سخط .
وواجب على المعارضة وأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني أن تكون صادقة وناصحة ومغلبة للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة .
وواجب على شباب هذه الأمة أن يتنبهوا للمؤامرة الكبرى والمخططات العظمى التي يراد من خلالها ضرب الدولة بهم وضربهم بالدولة وإسقاط الجميع ليخلو الميدان لهم في النهاية وليتحقق لهم بعد ذلك شَرْذَمة هذا القطر الحبيب.
إن العاقل من اعتبر بغيره ، والفطن من قرأ التاريخ واستشرف المستقبل ، والمنتصر من اتقى الله عز وجل وجهد لتحقيق مرضاته والله ولي الجميع.