الحصان الرزان

الحصان الرزان

إن عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما هي حب محمد صلى الله علية وسلم الأول , فهذا عمروا بن العاص رضي الله عنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم:من أحب الناس إليك ؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فقال عمرو: من الرجال؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوها)). فلما علم المنافقون مكانة عائشة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم طعنوا فيها ليتوصلوا بذلك إلى الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولما قدّر الله عز وجل قدره على عائشة رضي الله عنها بالتأخر عن الركب في غزوة بني المصطلق ووجدها الرجل الفاضل الشهم صفوان بن المعطل رضي الله عنه فأناخ لها بعيره؛ لما جرى ذلك انطلقت ألسن المنافقين بقذف عائشة رضي الله عنها , وتبعهم على ذلك بعض من غفل من المسلمين , والذي تولى كبر تلك المؤامرة هو عبد الله بن أُبي رأس المنافقين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم في حال لا يحسد عليه بأبي هو وأمي ، فسأل عن عائشة رضي الله عنها حتى ضرَتها ومنافستها زينب بنت جحش رضي الله عنها فأشارت عليه ببراءتها , وأنزل الله عز وجل ما يسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزيل عنه الهم , وأنزل براءة عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سموات بعد أن اغتمت رضي الله عنها وضاقت عليها الدنيا بما رحبت , فإذا برب العالمين جل في عليائه ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [النور : 11]
فهو إفك إذا ؛ بل هو إفك مبين كما قال جل جلاله معلما عباده : ( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ) [النور : 12] بل هو بهتان عظيم كما قال جل جلاله : ( وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) [النور : 16]
وقد توعد الله عز وجل الذي تولى كبره منهم بقوله: ( وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [النور : 11]
ثم قال سبحانه وتعالى عن الذين يقذفون أمهات المؤمنين المحسنات الفاضلات ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [النور : 11] ومع ذلك كله لا يزال موكب المنافقين يشاق القرآن ويشاق الله والرسول فيطعن في عائشة رضي الله عنها ويسبها ويقذفها ويتطاول على عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فما هم المنافقون الزنادقة من الرافضة يرددون ما قال عبدالله بن أبي كياسر الخبيث وأمثاله من الزنادقة , ويالله كيف يقعون في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ووالله لو كانوا مسلمين لما وقعوا في عرض محمد صلى الله عليه وسلم ولما تلفظوا في زوجته ببنت شفة والله عز وجل يقول في كتابه العزيز: ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً ) [الأحزاب : 53]
لقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها هي أعظم زوجاته ؛ بل لقد توفي صلى الله عليه وسلم في بيتها ورأسه في حجرها بين حاقنتها وذاقنتها واختار الله عز وجل أن يدفن في حجرتها فهؤلاء يطعنون في رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهمونه – حاشاه – بالدياثة والرضا بالخبث في أهله وإلا لكان طلقها ولم يدعها زوجة ولم يحتفل بها هذا الاحتفال.
إن الطعن في عائشة رضي الله عنها وقذفها ردة صريحة سافرة , وطعن في كتاب الله عز وجل , وطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم,فهل عرف أهل السنة حقيقة الرافضة؟

زر الذهاب إلى الأعلى