لعلهم يرجعون

لعلهم يرجعون

قال الله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [سورة الروم : 41] .
هذه الآية الكريمة ذكر فيها ربنا عز وجل أربعة أشياء :
الأول : ظواهر تقع في البر والبحر وعبر عن هذه الظواهر ب ( الفساد في البر والبحر)
والمراد بالفساد فساد حالة البر والبحر فالفساد في البحر بالأمواج العاتية والأعاصير والفيضانات وهلاك الأحياء البحرية وخراب المراعي البحرية ونحو ذلك ، والفساد في البر كالزلازل والانهيارات الأرضية والبراكين وفساد الحبوب والثمار والتصحر وفساد البيئة .
الثاني : سبب ذلك الفساد وهو معاصي الخلق ، وقد عبر الله عز وجل عن ذلك بقوله : ( بما كسبت أيدي الناس ) ، والمراد المعاصي التي فعلها الخلق . وبهذا يتبين أن ( الفساد في البر والبحر ) ليس المراد به في الآية المعاصي التي يرتكبها الناس كما بينا .
الثالثة : حكمة الله تعالى من ظهور الفساد في البر والبحر وهي أن يذيق الناس بعض نتائج وثمرات عملهم السيء ، وذلك معنى قول الله تعالى : ( ليذيقهم بعض الذي عملوا ).
والرابعة : حكمة الله تعالى من إصابة العباد ببعض آثار ذنوبهم جراء الكوارث والمصائب وهي حمل العباد على التوبة والأوبة والتضرع والرجوع إليه تعالى . فتبيّن أن رحمة الله عز وجل هي الظاهرة حتى في الكوارث والمصائب ، فالرحمن الرحيم جل جلاله يريد توبة عباده قبل الموت حتى لا يكون مصيرهم هو النار .  فتوبوا إلى الله عز وجل واستغفروه وعودوا وتضرعو ا إليه . قال سبحانه وتعالى : (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة اﻷنعام : 43] .
أبو مجاهد
صالح باكرمان.

زر الذهاب إلى الأعلى