ازيلوا ران الغفلة

ازيلوا ران الغفلة

إننا في غمرة هذه الحياة ننسى حقيقة وجودنا وحقيقة هذه الدار الفانية التي نكد بالسعي فيها بهدى وبغير هدى أحيانا ، ننسى أن هذه الحياة ماهي إلا باب ممر وميدان عمل ، ثم إنها سريعة الزوال ، حلوة خضرة وزينة في ظاهرها ، ولكنها هشيم تذروه الرياح في حقيقتها ، خداعة هذه الدنيا ، ويغطي خداعها بهرجها الظاهر وزخرفها الأخاذ ، ويمد ذلك الغفلة عن موعد الرحلة الذي لا يعلن للراحلين إلا لحظة الرحيل ، حينها فقط تنكشف الحقائق ( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد) فإذا عاش الإنسان حقائق الآخرة تذكر ، تذكر أنه كان في قاعة إختبار لكنه كان في قاعة الإختبار مشدوها عن الأسئلة ، كان مشغولاً وقتها بالنظر حوله والمتعة بما يعايش تلك اللحظة ، لقد كانت متعة خاسرة ، ضيعت عليه حياة الأبد ، آه ليتني أعود إلى الحياة الدنيا مرة أخرى كي أنتبه من غفوتي وأصحو من غفلتي، ولا أنشغل إلا ماجئ بي في تلك الحياة من أجله لأفوز في الإختبار لأعبد الله عز وجل حتى أجازي على ذلك بالجنة إنها آهات وندامات ولات ساعة مندم .
إن هذا اليوم هو يوم الحساب والجزاء وليس يوماً للعمل والسعي وانقض كل شي ( وجاء ربك والملك صفاً صفا وجيئ يومئذن بجهنم يومئذن يتذكر الإنسان وأنى له الذكر يقول ياليتني قدمت لحياتي ) علم حينئذن أن حياته الحقيقية هي التي تكون بعد الموت لا هذه الفانية التي هي أشبه ما تكون لغمضة العين ، تتسارع ساعاتها وأيامها كنت طفلاً بالأمس واليوم أصبحت شاباً وغداً إذا بي كهل وشيخ كبير ، ما اسرع السنين وما أعجله وإلى اليوم لم أتغير لم أصلح نفسي وفجأة انقطعت الأنفاس ، وأعلنوا ( توفي فلان بن فلان رحمه الله والصلاة عليه في مسجد كذا بعد صلاة كذا والدفن في مقبرة …)
لا،لا ، لايزال في العمر بقيةها انت ذا في هذه الحياة ، سخر الله عزوجل لك – وهو الرحمن الرحيم – من يذكرك قبل فوات الأوان فماانت فاعل ؟ غير حياتك واعمل لاخرتك واستعد للرحيل .

زر الذهاب إلى الأعلى