أزمة الديزل والبترولِ

أزمة الديزل والبترولِ

لقد كان من آثار الأزمة اليمنية على المجتمع اليمني شحة المشتقات النفطية, وارتفاع أسعارها في كثير من المناطق, وإن من رحمة الله عز وجل بحضرموت وأهلها أنهم أزمتهم أخف من أزمة من سواهم، ولعل من أسباب ذلك صلاح أهلها، ودعاؤهم، وتراحمهم، ولين قلوبهم، وفي الحديث: «الراحمون يرحمهم الرحمن, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».

غير أن بعض مظاهر الجشع لا نقول: بدأت تلوح في الأفق؛ بل نقول: ألقت بخيامها في ربوع بلادنا؛ ولاسيما في المتاجرة بالمشتقات النفطية (البنزين والديزل) من قبل بعض المسئولين، وبعض مالكي محطات الوقود , ومن قبل الكثير من سائقي السيارات وعموم الناس، وما كان الوافدون من الخارج ليشقوا طريقهم لولا من يعينهم ويسهل لهم أمورهم.

والحقيقة: أن التلاعب بالمشتقات النفطية والمتاجرة بها -فيما هو زيادة عن حق الإنسان وحاجته- في هذا الظرف حرام لا يشك في حرمته إلا من أعمى الله بصيرته؛ ذلك أن أسعار المشتقات النفطية خصوصا (البنزين والديزل) تؤثر في أسعار أقوات الناس وحركتهم لسير حياتهم, واستمرار أعمالهم, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من احتكر فهو خاطئ» [رواه مسلم]. والمقصود من تحريم الاحتكار هو تحريم المعاملة التي تؤدي إلى استغلال أقوات الناس, وتضيّق الخناق عليهم، وهذا بلا شك حاصل من جراء المتاجرة غير المشروعة (بالبنزين والديزل)، ويوشك أن ترفع عنا رحمة الله إذا ارتفعت من قلوبنا رحمة بعضنا ببعض، فلنتق الله ولنحافظ على مجتمعنا المتراحم، حتى ننعم فيه بفضل الله, ونتفيأ فيه ظلال رحمته.

 

زر الذهاب إلى الأعلى