هل كفر الديلمي شعب الجنوب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الديلمي كفر طائفة الإلحاد ولم يكفر الجنوبيين ؛ بل نفس الفتوى تدل على أنه لا يكفر الجنوبيين ؛ لأن الفتوى قائمة على أساس جواز رمي الترس من المسلمين إذا تترس بهم الكافر ، فالفتوى تتحدث عن طائفة مرتدة وترس تتترس بهم تلك الطائفة المرتدة ، فأجاز رمي الترس من أجل القضاء على تلك الطائفة ، والمراد بالترس الشعب الجنوبي الذي تترست به طائفة الردة والإلحاد من الحزب الاشتراكي الذي كان يدرسنا في المدارس : لا إله والحياة مادة ، وكان يدسنا الديالكتيك والحتمية التاريخية التي تؤول إلى الاشتراكية فالشيوعية فالمشاعية ، وكان أكبر المعظمين عنده هم : كارل ماركس وإنجلز ولينين وفي فترة ماو تسي تونغ وكيم إيل سونغ . وكانت القدوة من النساء هي ناديجداكروبسكايا رفيقة لينين ، لن أنسى قط حقبة عاشرتها وحياة مارستها ، وأفكارا حفظتها ، وأيديلوجيا رأيت آثارها وثمراتها المناقضة لديني الحق . إن الحزب الاشتراك في 94 لم يكن قد ترك أفكاره ومحاربته للدين وحقده الدفين على الملتزمين بالدين ، وكنا أيام حرب صيف 94 نحن الملتزمين في خوف شديد ، بل ألقي القبض على الشيخ عوض بانجار رحمه الله ، والشيخ علي بكيِّر حفظه الله الرجل الطيّب الموادع ، والشيخ عبد الله اليزيدي حفظه الله ، ومجموعة من الشباب ، وكان بعض الحزبيين يقولون لنا استخفافا واستهتارا : معنا باخرة مواس بانحلق بها لحاكم . وكنت في آخر الأيام ملاحقا ثم ألقي القبض على بعض طلابنا لتتم الخطة الشيطانية حيث لفقوا ظلما وزورا أنه التقى ببعض عملاء الشمال ، وأن ثمة خطة إنقلابية على البلاد يقودها بانجار والمعلم وأنهم وجدوا هذه الخطة في مكتبة مسجد ” فتح الرحمن ” المسجد الذي كنت إماما فيه ، كانوا يحيكون خطة للقضاء على كل المشايخ والدعاة ، ولكن الله كان لهم بالمرصاد ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله . في تلك المرحلة سئل الديلمي عن مقاتلة هذه الطائفة وهم يحتمون بالشعب الجنوبي المسلم فأجاز مقاتلتهم بناء على مسألة الترس التي يذكرها الفقهاء ، فاعتماده على مسألة الترس دليل لا يدع مجالا للشك إنه يحكم بإسلام الشعب في الجنوب ، وأن كلامه وفتواه منحصرة في الطائفة المارقة الملحدة .
إننا لا نريد أن نجتر الماضي ، ولكن هناك من يجرنا إليه وينكأ الجراح ، ونحن نقول بحق : إنها مرحلة قد مضت ، وكثير من الاشتراكيين قد صاروا من أفضل الناس اليوم ، وكثير منهم كان يماشي المرحلة ، ولم يبق إلا القليل الذي بقيت تعشعش في رؤوسهم الاشتراكية أو العلمانية ، ونحن نسأل الله أن يهديهم ، وأن يردهم إلى الحق وصراط مستقيم .
أبو مجاهد صالح بن محمد باكرمان