لله درك أيها الملك

بدأت تطلع علينا مقالات تحذر من مدح الملك سلمان والسعودية وأن لا نغتر ب” عاصفة الحزم ” وفي اعتقادي أن هذه المقالات جانبت الحق ، فمدح الإنسان بالحق مشروع ولو كان هذا الممدوح كافرا ، وحسبك من الذم في الكافر كفره ، فكيف إذا كان هذا الحق الذي يستحق المدح عليه في مسلم ؟ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد مدح النجاشي ملك الحبشة بقوله : ” لا يظلم عنده أحد ” . مع أن النجاشي كان نصرانيا مثلثا ، لكن لم يمنع ذلك من مدحه بالحق . وهذا الملك سلمان حفظه الله من ملوك المسلمين وقد عمل ما لم يعمله أحد من ملوك المسلمين في هذا الزمان من توحيد هذه الدول على أمر واحد والسعي لردع الرافضة وقطع شأفة الحوثية ذراع الرافضة ، وأما الكلام في النيات والمقاصد فهذا لا علم لأحد من الخلق به ، وأما الأخطاء والنقائص فواردة . ونحن في هذه المرحلة في حاجة ماسة لجمع الكلمة حكاما وشعوبا لندفع عن أنفسنا خطر الرافضة أولا ثم خطر اليهود والنصارى ثانيا في الدفع ، ولعل الله عز وجل يجعل في هذا الملك خيرا لهذه الأمة فلا ينبغي أن نفوت الفرصة ثم نندم عليها ، وقد كان صدام حسين رحمه الله قد تغير في آخر أمره وكان أستاذنا الجليل جمال بامسعود قد أرسل لي تقريرا مطولا عن بعض الحقائق التي تدل على تغير الرجل ، ولكن الناس لم تلتفت لذلك التغير لسوء ماضيه ولسوء الظن بالحكام فجاءت جحافل الصليبيين وهزم صدام وأمسك وأعدم وتفاجأ العالم برباطة جاشه وصموده ونطقه بالشهادتين عند موته ، وهذا صدام الذي أصله تربية البعث ، فكيف بسلمان الذب أصله تربية التوحيد ؟ ينبغي للعلماء والدعاة والجماعات الإسلامية أن تحاول جاهدة أن تؤيد هذا الرجل على الحق وأن تشد على يده بذلك ، لعل الله أن يكتب للأمة عزة على يده ، ولا ينبغي أن نغلب سوء الظن بالحكام ولا أن ننظر إلى بعض ما يعمينا عن المصلحة الأعظم ، وما الذي سنخسره لو فعلنا ذلك ؟ لكننا سنخسر فرصة عظيمة لو كانت عزيمة الرجل على التغيير ولم يجد معه من يسانده ويدفع به ويدفع عنه . إن على الجماعات الإسلامية أن تعي بعد التجارب الأخيرة السياسية منها والجهادية أنها لن تنجح إذا مضت فيها وحدها ، وأنها تنجح إلا إذا تحولت إلى مشاريع أمة . وتحويل المشاريع التغييرية إلى مشاريع أمة لا يتأتى إلا بعد التحام هذه الجماعات بالأمة حكاما ومحكومين . أبو مجاهد صالح محمد باكرمان .

زر الذهاب إلى الأعلى