حقيقة الإسلام

حقيقة الإسلام

الإسلام في أصل معناه هو الاستسلام والخضوع ، والمسلم حين يشهد أن ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) إنما ينشئ الاستسلام والخضوع ويعلنه فالشهادة بأن ( لا إله إلا الله ) تعني إنشاء الاستسلام لله وحده بالعبادة والبراءة من عبادة من سواه ، وتلك هي العقيدة .
والشهادة بأن ( محمد رسول الله ) تعني إنشاء الاستسلام لله عز وجل بإتباع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )لقمان:22وتلك هي الشريعة .
فإذا صرف العبد شيئاً من العبادة لغير الله عز وجل فقد فعل ما يكذب دعواه الشهادة بأن ( لا إله إلا الله ) وجاء بما يناقض شهادته إلا أن يكون مخطئاً .

وإذا أبى العبد الاحتكام للشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم في قليل أو أكثر فقد فعل ما يكذب دعواه الشهادة بأن محمد رسول الله وجاء بما يناقض شهادته إلا أن يكون مخطئاً .
قال عز وجل ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) النساء: ٦٥
فقد أقسم الله عز وجل بنقيض الإيمان عمن لم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحتاج إلى تحاكم ورد ، فمن جحد حكم الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم أو رد وأبى الإقرار بذلك الحكم فقد نقض أصل الاستسلام للشريعة وارتد عن الشهادة التى أعلنها ونفى الإيمان في حقه نفي لأصله ، وأما من كان مقراً بالشريعة قائداً للحكم لكنه لم يعمل به لهوى النفس ونحو ذلك فقد نقض الاستسلام المفترض عليه وارتكب معصيته ، ونفى الإيمان في حقه نفي لواجبه ، فلا مناص من نفي الإيمان عمن لم يحكم شريعة الله التي أنزلها على محمد صلى الله عليه وسلم ولكل بحسبه من ذلك النفي .
وإذا علمنا الحقيقة السابقة فإنا واجب كل مسلم – مستسلم – أن يطلب معرفة حكم الله عز وجل في كل قول وفعل قبل الإقدام عليه حتى تكون حياته كلها استسلام وانقياد . قال الله عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الحجرات: ١ أي لا تتقدموا بقول ولا فعل إلا بعد أن تعرفوا أحكام الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومتى عرف المسلم – المستسلم – حكم الله عز وجل وحكم رسوله صلى الله عله وسلم وقضاءها فلا يسعه إلا العمل بحكم الله عز وجل وحكم رسوله دون خيرة أو تلكؤ قال الله عز وجل وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ) الأحزاب: ٣٦
فالاستسلام والتسليم للكتاب والسنة هو حقيقة الاستسلام التي يجب علينا تحقيقها .

زر الذهاب إلى الأعلى