الأحاديث التي دلت على أن من فعل أمرا دخل الجنة

رقم الفتوى ( 423 )

السؤال : شيخنا الفاضل هناك أحاديث دلت على أن من فعل كذا دخل الجنة أو غفر له ، وهناك أحاديث أخرى جزمت بأن من فعل كذا دخل النار أو هو في النار. والسؤال هو أن الإنسان قد يفعل ما جاء في كلا الحديثين !  فكيف يصير أمره في هذه الحالة ؟ وهل عندما يكون الحديث جازما بفعل ما أن صاحبه في النار يكون كل ما فعله من صلاة وعبادة هباء منثورا ؟

الجواب : ما جاء من النصوص فيه وعد بالجنة أو وعيد بالنار هو من باب الوعد ( ما كان بخير)والوعيد ( ما كان بسوء) ، والوعد لا يخلفه الله كما قال تعالى :(رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [سورة آل عمران : 9].
لكن الوعد له شروطه التي تدل عليها نصوص أخرى ومنها أن لا يمنع مانع من تحقق الوعد كارتكاب كبيرة تستوجب النار .
وأما الوعيد فهو في حق المسلم تحت مشيئة الله إن شاء أنفذه وإن شاء عفى عن العبد ، وقد قال المولى جل في علاه : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) [سورة النساء : 48].
فالعبد إذا فعل ما يستوجب به دخول الجنة وما يستوجب به دخول النار كان تحت عدالة الرب جل جلاله وميزان الحسنات والسيئات ثم تحت فضل الله ومغفرته ، ولا جزم له بحال من الأحوال . فعليه أن لا يأمن مكر الله ، وعليه أن يتوجه بقلبه إلى مولاه .
ومهما فعل المسلم من معاصي فإنها لا تحبط كل عمله ، وإنما يحبط جميع الأعمال الشرك ، قال تعالى :
(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [سورة الزمر : 65].
وقال جل جلاله عن الكفار
(وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) [سورة الفرقان : 23].
وأما ما دون الشرك من المعاصي فقد يحبط بعض الأعمال دون بعض ، لكناه قد يصير العبد مفلسا يوم القيامة فليحذرن امرء لنفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى