معنى قوله تعالى الرجال قوامون على النساء

رقم الفتوى ( ٤١٥٨ )

السؤال : ياشيخ زوجي إذا قلت له شيئا قال:  (الرجال قوامون على النساء) أبي تفسير هذه الآيه وجزاك الله ألف خير.

الجواب : قال الله عز وجل : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)[سورة النساء: 34].

وقَوَّامُونَجمع قَوَّام، ومعنى قَوَّام: قائم بالأمور وتدبيرها، فمعنى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) :الرجال هم أهل المسئولية والقوامة والتدبير للنساء.

وهذه المسألة الشرعية تتفق مع العقل والمنطق، ومع الفطرة والواقع، فالأسرة وحدة ومؤسسة مجتمعية لابد لها من قائد ومدير يديرها ويكون مسئولا عنها، والرجل أعطاه الله عز وجل ميزة الرزانة والتعقل وضعف العاطفة في مقابل المرأة التي فطرها الله عز وجل على العاطفة الجياشة لتكون مسئولة عن تربية الأولاد.

وكذلك فإن الرجل يكون مسئولا عن جلب المال والإنفاق على الأسرة، وبهذه المزايا وغيرها جعل الله عز وجل القوامة بيد الرجل؛ لهذا بين الله عز وجل أسباب جعل القوامة بيد الرجل بقوله: (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، فالرجل مفضل على المرأة فيما يتعلق بمزايا المسئولية والقوامة، وهذه قضية خلقية فطرية لا تتغير، فتبقى القوامة بيد الرجل. ولكن هذا لا يعني أن الرجل يلغي المرأة ولا يشاورها في شئون الأسرة، ولا يستمع لها، ولا يؤدي حقوقها، فهذا نوع من الاستبداد قد يصل إلى حد الطغيان ومجاوزة الحد في إدارة الأسرة، والواجب على الرجل هو أن يشيع في البيت روح الشورى والحب، والمعاملة بالرفق، إضافة إلى الحزم وترك العاطفة الزائدة التي تفسد ولا تصلح.

    فابنوا بيتكم بالحب والمودة والرحمة والطاعة في المعروف وترك العناد.

والله ولي التوفيق.

زر الذهاب إلى الأعلى