أبو سفيان ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه من الرضاع ،وكان شاعر قريش ، وكانت قريش تستحثه على هجاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيهجوه فرد عليه حسان بن ثابت رضي الله عنه في قصيدته التي قال فيها : هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاء
ومطلعها : ألا أبلغ أبا سفيان عني …. وكثير من المعاصرين يعتقد أن المقصود أبو سفيان بن حرب ؛ لأنه كان زعيم قريش ، وهو إنما يعني أبا سفيان بن الحارث الشاعر الذي هجا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن عمه ، ثم لما كان فتح مكة أسلم أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه في الطريق عند مقدم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للفتح ، ولإسلامه قصة لطيفة هو وعبد الله بن أبي أمية أخو أم سلمة حيث قدما على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأعرض عنهما لأنهما من أشد المحاربين له ، فعبد الله بن أبي أمية هذا الذي اقترح على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يرقى في السماء ليأتي بكتاب من عند الله ، قال الله عز وجل عن ذلك (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا) [سورة اﻹسراء : 93] . فلما أعرض عنهما ذهبا إلى أم سلمة رضي الله عنها وكانت معه فقالت لهما : قولا له ما قاب إخوة يوسف ليوسف عليه الصلاة والسلام ( تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ) [سورة يوسف : 91]. فإنه لا يحب أن يكون أحد أحسن منه جوابا ، فجاءاه من أمامه وقالا : ( تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ) فقال لهما : (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [سورة يوسف : 92]. وفرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإسلام أبي سفيان بن الحارث رضي الله عنه وقال : “أرجو أن يكون خلفا من حمزة “. في غزوة حنين فر الناس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبقي عن يمينه وعن شماله العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث رضي الله عليهما … وقد رثى أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بقصيدة عجيبة…