هل سيدنا يونس حيا إلى يوم القيامة
رقم الفتوى ( 309 )
السؤال : هل صحيح ما يتناقله بعض الناس من أن الحوت الذي ابتلع يونس عليه الصلاة والسلام يبقى حيا إلى يوم القيامة ؟ وما مدئ صحة الاستدلال على ذلك بقول الله تعالى : (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [سورة الصافات : 144].؟
الجواب : لا دليل على أن الحوت الذي ابتلع يونس عليه الصلاة والسلام حي إلى الآن ، وليس في القرآن ما يدل على ذلك ، والاستدلال بقول الله تعالى : (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [سورة الصافات : 144] ، استدلال خاطئ ؛ لأنها مرتبطة بالآية قبلها وهي قوله تعالى : (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) [سورة الصافات : 143]. و”لولا” حرف امتناع لوجود ، يعني امتنع لبثه إلى يوم يلعثون لوجود التسبيح منه ، فالآية تدل على انتفاء لبثه إلى يوم يبعثون لا على إثبات ذلك ، ثم إنه على تقدير أن يونس عليه الصلاة والسلام لم يكن من المسبحين فماذا سيحدث ؟ للبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون ، ولا يلزم من ذلك حياة الحوت فلو اعتصره الحوت ، واختلطت جزيآته بجزيئات الحوث للبث في بطن الحوت وجزيئاتها حتى بعد موت الحوت وبعث من بطن الحوت ، هذا معنى الآية ، فليس في الآية ما يدل على بقاء الحوت حيا إلى يوم القيامة . بل إن قول الله عز وجل :(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) [سورة الرحمن : 26]. يدل على موت الحوت .