مأساة دماج
كم هو مؤلم للقلب هذه النهاية المذلة لمدرسة الحديث بدماج ولطلاب العلم فيها , كم هو مؤلم أن يرحلوا عنها ويدعوها لهؤلاء البغاة المعتدين من الحوثية, ونحن على ثقة أن مدرسة شيخنا الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله لن تنتهي بغلق مدرسة دماج , ولكنا لم نتمنَ هذه النهاية المهينة لمدرسة الحديث بدماج ولطلاب العلم فيها لئلا تتخذ سنة وهي سنة سيئة , ولئلا يتجرأ الحوثة وغيرهم من البغاة المعتدين على غيرهم من أهل الإسلام ليطردوا من موطن قرارهم . يا له من ظلم عظيم وحيف شديد على هؤلاء الطلاب المسالمين وأسرهم , ولقد ظهر للعالم أنهم لم يكن معهم سوى كتبهم وحاجاتهم اليسيرة من الدنيا , ليس معهم أسلحة يجرونها ولا معدات يخلفونها , حاشا الأسلحة الشخصية التي لم يكن الكثير منهم متسحلا بها إلا بعد الاعتداء عليهم ومحاصرتهم وإلجائهم إلى حملها للدفاع عن أنفسهم وأهليهم , والله لتكونن عاقبته الظالمين لهم والمؤيدين للظالمين وخيمة, ولينتصرن الله عز وجل لهم من عدوهم عاجلا أو آجلا , والقول بأنهم من لم يطلب منهم الخروج من دماج قول عجيب! كيف وقد حصرهم الحوثة أكثر من ثلاثة أشهر , وخذلتهم الدولة وتركتهم ليلاقوا مصيرا مؤلما ؟ هل يقول عاقل بعد ذلك إنهم خرجوا طواعية ؟ إنها لمأساة يعتصر لها القلب , ولكنا نقول كما قال ربنا تبارك وتعالى : (( وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله خيرا كثيرا)) ,