ما نصيحتك لمن يقضون نهار رمضان في النوم
رقم الفتوى ( 4876 )
السؤال : ياشيخ، فيه ناس صيام وينامون من الصباح إلى مابعد العصر، فما نصيحتك لهم؟
الجواب : أنصح نفسي وكل مسلم يبلغه كلامي أن نحرص كل الحرص على استغلال كل ساعة من ساعات شهر رمضان المبارك، فإن شهر رمضان هو أفضل الشهور، وهو شهر الخيرات والنفحات، وشهر التزود بزاد التقوى والإيمان، وشهر الظفر بأبواب الجنان والنجاة من النيران، وشهر الصيام والقيام، وشهر القرآن والصدقة، وأنواع البر، فلا يليق بالمسلم أن يضيع فيه الواجبات، وينام عن الصلوات، ويغيب عن الجماعات، ويترك السنن الراتبات، ويتقاعس عن السبق للطاعات، ويجعله شهرا للنوم والكسل، هذه والله الخيبة، وهذه لعمر الحق الخسارة، فعلى المسلم أن يجاهد نفسه ليأخذ قسطا من الراحة بالليل، ثم من لم يكن عنده عمل ينبغي أن يستيقظ قبل ساعة على الأقل من الظهر ليقرأ ما تيسر له من القرآن، ثم يستعد لصلاة الظهر، ويبكر إلى المسجد ويصلي السنن الرواتب ويقرأ القرآن، وأما كثرة النوم فهي طريق للتقصير في الواجبات، وإضاعة الأوقات، وخسارة النفحات والرحمات، والعمر قصير، ولنعتبر بمن لم يدرك رمضان هذه السنة، ما حاله في قبره، وكيف سيكون حرصه على رمضان لو كان حيا؟ وأختم بحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ : *” كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ “* . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ : إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. رواه البخاري.