تزكية النفس

قال الله عز وجل في كتابه العزيز : (( و نفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها )) . فذكر النفس و تسويتها و استعدادها للفجور والتقوى وأقسم بذلك على فلاح من زكى نفسه وخيبة من دساها ، وكل ذلك من أجل أن يسعى الإنسان في تزكية نفسه و يدأب في التدرج بها في مدارج السالكين .
إن النفس مفطورة على قبول الخير والشر و التقوى والفساد وتتغير النفس حسب أحوالها تقلب الشمس والقمر و الليل والنهار ، فلا ثبات للنفس ولا وقوف البتّة ؛ لذلك فإن واجب الذي يريد الفلاح لنفسه أن يدأب في تزكيتها وتهذيبها ، ومن عوامل تزكية النفس دوام تذكيرها ، وإبعادها عن بيئة الذنوب وأهل الفساد ، فما أفسد ثمود إلا أشقاها و اتباع الناس له ، فإذا ركن الإنسان إلى السكون وأهمل نفسه وترك لها العنان أوردته الموارد و كانت النهاية هي الخيبة والندم ، قال تعالى : (( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها و لا يخاف عقباها )) .
فهلا زكينا أنفسنا قبل أن توردنا الموارد ؟

زر الذهاب إلى الأعلى