خطبة التضحية -مفرغة-
خطبة بعنوان التضحية للشيخ الفاضل صالح بن محمد باكرمان حفظه الله تعالى
خطبة التضحية
الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ , نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ , وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا , مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ , وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أما بعد , فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))[آل عمران:102]. (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ))[النساء:1] (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))[الأحزاب:70, 71].
إن الله عز وجل يبتلي من يشاء من عباده ليرفع شأنهم ويعلي قدرهم ويسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة , وإن ممن ابتلاهم الله عز وجل من عباده المؤمنين إبراهيمُ الخليلُ وابنُه إسماعيل عليهما الصلاة و السلام , قال الله عز وجل في كتابه العزيز : (( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ )) [البقرة: 124], والكلمات التي ابتلى الله عز وجل بها خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام هي أوامره الدينية والتكليفات الشرعية .