خطبة :قصة محاجة إبراهيم -عليه السلام- للملحد -مفرغة –

خطبة :قصة محاجة إبراهيم -عليه السلام- للملحد للشيخ الفاضل أبي مجاهد صالح بن محمد باكرمان

لتحميل الخطبة صوتية من هنا

                         الخطبة الأولى

      الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه .

أما بعد : أيها المسلمون عباد الله ، اتقوا الله حق تقواه .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [سورة آل عمران 102].

     عبادالله ، قال الله – عزوجل – في كتابه العزيز :﴿…فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾ [الأعراف: ١٧٦].

    في قصص القرآن عبرة وعظة ﴿لَقَد كانَ في قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ ما كانَ حَديثًا يُفتَرى …﴾ [يوسف: ١١١].

     ومن قصص القرآن البديع ، من قصصه القصيرة قصة إبراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام – مع أحد الطغاة الملاحدة ، مع ملحد من الملاحدة لا يؤمن بالله عزوجل ، ويقال إنه النمرود .

    ذكر الله – عزوجل – هذه القصة والمحاججة في سورة البقرة ، قال – الله عزوجل – بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذي حاجَّ إِبراهيمَ في رَبِّهِ …﴾ [البقرة: ٢٥٨]. ألم ترَ يا محمد ، ألم ترَ رؤية قلبية بمعنى ألم تعلم ، ألم تر يامحمد، وألم ترَ أيها الإنسان المخاطَب بهذا القرآن .

    ﴿إِلَى الَّذي حاجَّ إِبراهيمَ في رَبِّهِ …﴾ إلى ذلك الرجل الذي حاج إبراهيم في ربه عزوجل ، حاور إبراهيم ، وجادل إبراهيم ،وحاججه في ربه عزوجل، وطالبه بالحجة على وجود ربه .

    إبراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام- بُعث بعد أن انتشر الشرك والكفر في الأرض ، وكان في زمانه أحد الملوك الجبابرة الطغاة النمرود ، وهو ممن تقول العرب إنه حكم الدنيا ،قالوا : حكم الدنيا أربعة : مسلمان وكافران ، أما المؤمنان فسليمان – عليه الصلاة والسلام – وذو القرنين ، وأما الكافران فالنمرود والإسكندر المقدوني ، وبعضهم يقولون بُختنَصَّر والإسكندر .

   وهذا رجل من الملوك الذين ملكوا ملكاً عظيما ، وتجبر في الأرض ، حتى قيل أنه قال : أنا الله ، وأنا الرب ، وسبق فرعون بذلك ، وقد حكى الله – عزوجل – مجادلته لإبراهيم عليه – الصلاة والسلام – في ربه .

   وهذه القصة تبين لنا معالمَ ظاهرةِ الإلحاد ، وكيف التعامل معها ؟ وهذا أول معالمها : أنها قديمة ، فظاهرة الإلحاد والكفر بالله – عزوجل – والجحود له ظاهرة قديمة ، ليست ظاهرة حديثة ، فلا ينبغي أن تزعج العلماء والدعاة ، وإنما ينبغي أن يتعاملوا معها بكيفية صحيحة ، أما الإيمان والتوحيد فهو الأصل الثابت .

    ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذي حاجَّ إِبراهيمَ في رَبِّهِ …﴾ [البقرة: ٢٥٨] كيف اجتمع معه ؟ ربما دعا إبراهيمَ ذلك الجبارُ الخبيث إلى قصره أو إلى موضع وجوده ، أو حُمل إبراهيم قسراً إليه ، ووقعت المجادلة والمحاورة ، الرجل ينكر وجود الله ، لا وجود لله عنده ، ويسأل إبراهيمَ الخليل – عليه الصلاة والسلام- ما دليلك ، ماحجتك على هذا الإله ، على هذا الرب الذي تعبده وتدعو إليه ؟

   ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذي حاجَّ إِبراهيمَ في رَبِّهِ أَن آتاهُ اللَّهُ المُلكَ إِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّيَ الَّذي يُحيي وَيُميتُ … } ربي ، وخالقي ، ورازقي ، ومدبر أمري ، ومعبودي الذي أعبده ، هو الذي يحيي ويميت ، استدل إبراهيم – عليه الصلاة والسلام- بأفعال الله – عزوجل الظاهرة – التي لا تخفى على أحد ، لم يستدل بدليل خفي ، ولم يستدل بدليل غامض كما هي طريقة المتكلمين والفلاسفة ، طريقة الأنبياء والمرسلين الاستدلال على الله – عزوجل – بآياته وأفعاله {…رَبِّيَ الَّذي يُحيي وَيُميتُ … } الذي يحيي ويميت هو ربي ، وهذا الدليل الذي استدل به إبراهيم فرع عن مقدمتين :

المقدمة الأولى : الإحياء والإماتة ظاهرة بيّنة للعِيان .

والمقدمة الثانية : لايمكن أن تكون هذه الظاهرة بلا مُحدِث .

     الإحياء والإماتة ظاهرة بيّنة في كل يوم ، وفي كل لحظة إحياءٌ وإماتة ، إحياءُ نفوس إنسانية ، الإحياء إظهار النفوس بعد موتها ، وإبراز النفوس إلى الحياة والأشياء إلى الحياة بعد موتها وعدمها ، والإماتة إزهاق تلك النفوس وإذهاب تلك الحياة ، مواليد في كل يوم ، في كل لحظة يحيي الله – عزوجل – المواليد من البشر ، تُوضع النطفة في رحم المرأة ، وتَنشأ أطواراً حتى يصير جنيناً ، ثم يخرج إلى الحياة ، وفي الحيوان وفي النبات هذه الظاهرة التي لا تخفى على أحد .

   وظاهرة الإماتة تَزهق الأرواح وتذهب ، والموت يعمل عمله كل يوم ، وفي الحيوان وفي النبات ، ظاهرة بارزة عظيمة الظهور .

    ثم المقدمة الثانية : هل يمكن أن تكون هذه الظاهرة بلا محدِث ؟! الذي يحيي الأجنة ، أجنة الإنسان والحيوان ، والذي يحيي النبات من البذرات الميتة ، هل تَحيى هذه بنفسها ؟! وهل تموت بذاتها ؟! أم أن العقل يفرض أن يكون لها موجِد ومحيي ومميت ، لا يمكن للعقل ، لأي إنسان عاقل سويٍ أن ينكر الخالق والموجِد للإحياءِ والإماتة ، هذا الموجِد المحيي والمميت الذي بيده القدرة ، وبيده السطوة ، وبيده الأمر هو ربي ، هذا الذي أتوجه إليه ، هذا الذي أعبده ﴿… رَبِّيَ الَّذي يُحيي وَيُميتُ ﴾ [البقرة: ٢٥٨].

      ماذا سيقول ذلك الجبار العنيد ؟ هل سيقول : أنا لا أثبت و لا أؤمن بالإحياء والإماتة ؟ سيُقال له : أنت مجنون ، هل سيقول : هذه الأشياء تحيى وتموت بنفسها ؟ لايقول ذلك عاقل ، لايمكن أن يصدق أنَّ إحياء واحداً لخلية واحدة من دون خالق ومن دون موجِد ، أو إزهاقاً لحياة واحدة من دون مُميت ، فاتَّجَه إلى المغالطة ، والانسحاب ، والحيدة عن الجواب .

    وهذا معلَم آخر من معالم ظاهرة الإلحاد والملحدين : يحيدون عن الإجابات الصحيحة للأسئلة الواضحة ، من الذي خلق الخلق ، وأوجد الموجودات ، أوجد المادة، والإنسان ، والحيوان ، والنبات ، والجماد ؟

   يقولون : يمكن أن نفسر ذلك بالقوانين الفيزيائية التي تحكم الكون ، التي تحكم المادة .

القوانين تفسر الظواهر ولاتُوجِد الظواهر ، من الذي خلق القوانيين ؟!

من الذي أوجد المادة التي تحكم القوانين ؟! يقولون : الصدفة ، والصدفة شيء لايصدقه العقل ، لكن مع افتراض الأكوان المتعددة (خرافة وفرضية) ومن الذي خلق الأكوان المتعددة ؟! ومن الذي خلق الانفجار العظيم الذي وقع فيها ؟! حيدة .

     قال : ﴿ ..رَبِّيَ الَّذي يُحيي وَيُميتُ قالَ أَنا أُحيي وَأُميتُ …﴾ [البقرة: ٢٥٨]. ودعا برجلين قد حُكم عليهما بالقتل ، فقال لأحدهما : انطلق إلى أهلك ، فقال : هذا أحييته ، وقال : اقتلوا الآخر ، فقتلوه ، فقال : هذا قد قتلته ، هذا الإحياء والإماتة ، فترك إبراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام- الدليل الأول الذي ماحَكَ فيه ، وحاد عن الإجابة عنه إلى دليل آخر ، قال : ﴿فَإِنَّ اللَّهَ يَأتي بِالشَّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِها مِنَ المَغرِبِ ﴾ [البقرة: ٢٥٨]. هذه الشمس ، هذا الجسم العظيم ، والنجم الكبير الشمس تطلع من المشرق ، وتغرب في المغرب بنظام دقيق ، بحسبان في كل يوم ، الذي خلقها ، والذي وضع قوانينها ونظامها هو الله ، هو ربي ، هذا الذي أسميه الله ، وهذا الذي أدعوه ، وأعبده ، وأتوجه إليه ، رب الشمس ، ورب النجوم ، والكواكب ومسيرها ، ربي الله – سبحانه وتعالى – يأتي بالشمس من المشرق ، يُطلعها من الشرق لتغرب في المغرب ، فأنت إن كنت قادراً على الفعل ورباً كما تدعي فأتِّ بها من المغرب ، ائت بهذه الشمس من المغرب ، اجعلها تطلع من جهة الغرب ، غيِّر القوانين ، وصادم هذه القوانين التي خلقها الله سبحانه وتعالى .

    ﴿فَبُهِتَ الَّذي كَفَرَ ﴾ [البقرة: ٢٥٨]. بُهِت وانقطع عن الجدال ، ولم يستطع جوابا ؛ لأنه يعلم في قرارة نفسه أنه كاذب ، كما قال الله – سبحانه وتعالى- في أول الآية : ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذي حاجَّ إِبراهيمَ في رَبِّهِ أَن آتاهُ اللَّهُ المُلكَ …﴾ [البقرة: ٢٥٨]. هنا يبين الله – سبحانه وتعالى- السبب في هذه المجادلة ، والسبب في الإلحاد ، هل هو فعلاً جهل ، وشك ، وطلب الوصول إلى الحقيقة ، أو أنه الكِبر والطغيان ؟

    ﴿… أَن آتاهُ اللَّهُ المُلكَ …﴾ بسبب أن آتاه الله الملك ، إذن هو الكبر ، والطغيان هو الذي يحمله على الإلحاد ، وهذه من معالم ظاهرة الإلحاد : أن السبب الرئيسي لظاهرة الإلحاد هو الكبر ، هو أن الله – عزوجل- يعطي بعض الخلق عطايا وهبات كالملك ، والمال ، والذكاء ، والوعي ، والثقافة ، فيتكبر الإنسان وينسى نفسه، يتكبر على الذي خلقه من نطفة ، ويجحد بلسانه وهو مستيقن بقلبه ، كما قال – عزوجل – عن فرعون ومن معه : ﴿وَجَحَدوا بِها وَاستَيقَنَتها أَنفُسُهُم ظُلمًا وَعُلُوًّا …﴾ [النمل: ١٤].

أقول ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

                         الخطبة الثانية

    الحمدلله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
أمابعد : أيها المسلمون عباد الله ، اتقوا الله حق تقواه .

  عبادالله ، وبعد أن خَصم إبراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام – ذلك الطاغية الملحد ، وبُهت ولم يستطع أن يجيب ، مع أنه انقطع في المجادلة والحوار إلا أنه أصر على الكفر ، أصر على الشرك ، أصر على الطغيان ؛ لأنه لايريد الحق، لم يرد الوصول إلى الحق ، لم يكن صادقاً في ذلك ، وهذا هو السبب الرئيس في أنَّ الكثير ممن يجادَل ويحاوَر لا يهتدي إلى الحق ؛ لأنه من أهل الكبر عياذاً الله ، قال الله – سبحانه وتعالى- :﴿… فَبُهِتَ الَّذي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ [البقرة: ٢٥٨].

    والله – عزوجل – لايهدي هداية التوفيق القومَ الظالمين ، الذين ظلموا أنفسهم بالكبر والطغيان، لو أنه كان طالباً للحق لوفقه الله سبحانه وتعالى ، رب العزة – جل جلاله – يهدي الخلق أجمعين هداية بيان وإرشاد ، هدى الخلق أجمعين إلى آياته الكونية والقرآنية ، وبيَّنها للخلق ، ولكنه لا يهدي هداية التوفيق ، ولا يوفِّق إلى الهداية إلا من صدق في طلب الهداية ، أما الظالم المتكبر الذي لايريد الهداية فرب العزة – جل جلاله – لايهديه ، الذي يريد الهداية يتسبب فيها ، يطلبها بقلبه وبفعله ، فمن استهدى الله – عزوجل – هداه ، وأما من لم يرد الهداية فإن الله – عزوجل – يتركه ويكله إلى نفسه عياذاً بالله .

    هذه القصة – عباد الله – تبين لنا أن ظاهرة الإلحاد ظاهرة قديمة ومتجددة ، ليست شيئاً مرعباً ولا مُقْلِقا ، لابد أن نسير على طريقتنا ، وأن نثبت على إيماننا وعلى ديننا ، ولايشوش علينا هؤلاء الشواذ .

   ومما نستفيده من هذه القصة : أن الطريق السليم في التعامل مع هذه الظاهرة هو بالحوار مع هؤلاء ، من كان منهم متذبذباً وقع في فخ المتكبرين والملحدين ، ومن كان منهم متكبراً متعجرفاً لتقام عليه الحجة .

   ومن فوائد هذه القصة : أن الكثير ممن يذهب إلى الإلحاد – الغالبية العظمى من الملحدين – هم من أهل الكبر والجحد ، يتظاهرون بالإلحاد وهم في قرارة أنفسهم يؤمنون بالله ، ويعرفون الله – عزوجل – بفطرهم وبعقولهم التي ترفض أن تصدق ما تتفوه به ألسنتهم .

   ومن فوائد هذه القصة : أن على المؤمن أن يستدل على الله – عزوجل – بآياته وأفعاله ، وأن يُقِيم إيمانه على معرفة وعلى هداية ، أن يتفكر في خلق الله ، في أفعال الله ، في إحياء الله ، في إماتة الله ، في آيات الله في الشمس والقمر ، في الليل والنهار ، فإنه إذا تفكر وتأمل امتلأ قلبه بالإيمان بالله ، وبالرهبة من الله سبحانه وتعالى ، وبالتعلق به سبحانه وتعالى .

أسأل الله – عزوجل – أن يثبتنا وإياكم على الإيمان !

اللهم اغفر لنا وارحمنا ، وعافناواعف عنا ، وتب علينا واسترنا !

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات !

اللهم اغفر لآبائنا ، وأمهاتنا ، وأزواجنا ، وذرياتنا ، ومعلمينا ، ومشايخنا ، ومن له حق علينا !

اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم ارحم ، واغفر لمن بنى هذا المسجد ، ومن صلى فيه ، ومن حضر فيه يا أرحم الراحمين !

اللهم رخِّص أسعارنا ، غزِّر أمطارنا ، ولِّ علينا خيارنا ، اصرف عنا أشرارنا !

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ! اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ! اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن !

اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشدا ، يعز فيه أهل طاعتك ، ويذل فيه أهل معصيتك ، ويؤمر فيه بالمعروف ، ويُنهى عن المنكر !

عبادالله ، وصلوا وسلموا على من أمركم الله – عزوجل – بالصلاة والسلام عليه ، فقال : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦].

اللهم صلِّ على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنَّك حميد مجيد ! اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنَّك حميد مجيد !

عباد الله ، إنَّ الله يأمر بالعدل ، والإحسان ، وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون، فذكروا الله يذكركم، واشكروه يزدكم ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون .

زر الذهاب إلى الأعلى