خطبة أصول منهج أهل السُنَّة -مفرغة-
خطبة : أصول منهج أهل السُنَّة
للشيخ الفاضل أبي مجاهد صالح بن محمد باكرمان حفظه الله تعالى
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
أما بعد أيها المسلمون عباد الله ،اتقوا الله حق تقواه .
{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ }[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٠٢].
عباد الله ، إن الله عز وجل بعث رسوله محمدا صلّى الله عليه وآله وسلم بالهدى ودين الحق ، وهو دين الإسلام الذي لا يقبل الله عز وجل دينا سواه ، فبلغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، وتركنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مثل البيضاء، ليلها كنهارها سواء.
ومضى أصحابه رضي الله عنهم على سنته، وساروا على طريقته، يهتدون بهديه، ويقتفون أثره، وقد قضى الله عز وجل بالاختلاف في الأمة كما قضى به في سائر الأمم السابقة، قال الله عز وجل : (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ)[سورة التوبة: 69]. فاستمتعت بعض هذه الأمة بالشهوات كما استمتع الذين من قبلهم، وخاض بعض هذه الأمة في الشبهات كما خاض الذين من قبلهم.
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بذلك بقوله : ” لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ “. قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : ” فَمَنْ ” رواه البخاري ومسلم.
وهذا الاختلاف قدر مقدور وبلاء مسطور، قال الله عز وجل : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)[سورة هود 118 – 119].
فهذه مشيئة الله تعالى ابتلاء لعبادة.
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحدوث الاختلاف الكثير من بعده، وبين لنا سبيل الخروج من الفتنة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ” فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ “. رواه الترمذي وابن ماجه.
فمن أراد سبيل الحق فعليه بسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسنة أصحابه وسنة التابعين لهم بإحسان وسنة الأئمة المهديين عليهم من الله أتم الرضوان، أولئك هم أهل السنة والجماعة، ومن تنكب طريقهم فقد أضل طريق الحق وأضاعه.
وعلى من يريد أن يسلك سبيل أهل السنة أن يعرف أصول منهجهم فيسلكها، ويعرف أصول معتقدهم فيعتقدها، ويعرف خصائصهم فيتصف بها.
وأعظم أصول أهل السُنَّة والجماعة وقواعد منهجهم أن مصدر عقيدتهم ودينهم هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[سورة النساء: 59].
والرد إلى الله عز وجل الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد مماته.
وقال الله عز وجل في الإجماع وهو سبيل المؤمنين : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[سورة النساء: 115].
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يجعلون السنة مصدرا لعقيدتهم دون تفريق بين حديث متواتر وحديث آحاد، فالعبرة بثبوت الرواية عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سواء وردت بروايات كثيرة متواترة، أو وردت بروايات قليلة آحاد، وأكثر أحاديث الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم من أحاديث الآحاد، وأكثر أحاديث السنن والمسانيد من أحاديث الآحاد، وحديث الآحاد حجة بنفسه في العقائد والأحكام، وقد أقام الله عز وجل الحجة على خلقه ببعثة رسله، وإنما بعث الله عز وجل إلى الأمم رسلا آحادا، وأقام الله عز وجل حجته على هذه الأمة برسول واحد ، وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وبلغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رسالته ، وأقام الحجة على ملوك الأرض وأممهم ببعث آحاد من الرسل إلى كل أمة من الأمم ، يدعونهم إلى أصول العقائد من توحيد الله عز وجل ، ورسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والبعث بعد الموت وغير ذلك من الأصول ، فلا فرق بين حديث الآحاد والمتواتر في إقامة الحجة ، ووجوب الاعتقاد والعمل، وإنما فرّق بينهما بعض الأئمة من أجل الترجيح عند الاختلاف بينها فقط ، فيرجح المتواتر على الآحاد إذا تعذر الجمع.
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يفهمون نصوص الكتاب والسنة في ضوء النصوص الأخرى المفسرة لها ، فيفسرون القرآن بالقرآن، ويفسرون القرآن بالسنة، ويفسرون السنة بالسنة .
ومن تفسير الكتاب بالكتاب تفسير الظلم بالشرك في قول الله تعالى :(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[سورة اﻷنعام 82]. ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتِ : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟ قَالَ : ” لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ، { لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } : بِشِرْكٍ، أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ : { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ؟ “رواه البخاري ومسلم .
ومن تفسير الكتاب بالسنة تفسير الزيادة في قول الله عز وجل: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ [سورة يونس: 26]. بالنظر إلى وجه الله عز وجل كما جاء في صحيح مسلم .
وكذلك يفسرون النصوص بفهم السلف الصالح لاسيما الصحابة الذين عاصروا التنزيل، وعرفوا التأويل، وكانوا أعلم بالسنة، وأعرف بلغة العرب.
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يسلمون للنصوص من الكتاب والسنة ، ويقبلونها ولا يردونها، ويخضعون لها ولا يعترضون عليها، قال الله عز وجل : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[سورة النساء: 65].
أقول ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :أيها المسلمون عباد الله اتقوا الله حق تقواه .
عباد الله ، ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم لا يعارضون نصوص الكتاب والسنة بعقل ، ولا برأي ، ولا بسياسة ، ولا بكشف ، ولا بقول شيخ ، ولا بشيء البتة ، بل يتهمون عقولهم وآراءهم مع نصوص الكتاب والسنة، قَالَ أَبُو وَائِلٍ رحمه الله تعالى : لَمَّا قَدِمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رضي الله عنه مِنْ صِفِّينَ أَتَيْنَاهُ نَسْتَخْبِرُهُ، فَقَالَ : اتَّهِمُوا الرَّأْيَ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ لَرَدَدْتُ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ… ” رواه البخاري ومسلم.
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يعتقدون أن الله عز وجل قد أكمل الدين ، وأتم النعمة ، ورضي لنا دين الإسلام الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم دينا، قال الله عز وجل : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[سورة المائدة: 3].
ويعتقدون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بلغ الرسالة أتم البلاغ، وأدى الأمانة أحسن الأداء، فلا يجوز لأحد أن يحدث في الدين، فمن أحدث شيئا في الدين فهو مستدرك على رب العالمين، ومتهم بنقص البلاغ من الرسول الأمين.
وكل بدعة في الدين ضلالة، والبدعة في الدين ما ليس له أصل في الكتاب والسنة . وهي مردودة على صاحبها، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : ” مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ” رواه البخاري ومسلم .
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يعتقدون أن العصمة لا تكون لأحد في هذه الأمة إلا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكل أحد دونه يعلم ويجهل، ويصيب ويخطئ، ويؤخذ منه ويرد عليه، وما تنازع فيه العلماء فمرده إلى الكتاب والسنة، قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[سورة النساء :59].
وإنما تكون العصمة لمجموع الأمة لا لأفرادها، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي – أَوْ قَالَ : أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى ضَلَالَةٍ، وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ إِلَى النَّارِ “. رواه الترمذي.
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يذمون المراء في الدين، والجدل العقيم الذي لا يحق حقا ولا يبطل باطلا، بل تضيع به الأوقات الثمينة، وتتقطع به الأواصر المتينة، وإنما يدعو أهل السنة والجماعة إلى الجدال بالتي هي أحسن، كما قال الله عز وجل : (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)[سورة النحل: 125].
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يدعون إلى الوسطية في الأمور كلها، وينهون عن الغلو والتعسير، والتفريط والتقصير، قال الله عز وجل :(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )[سورة البقرة: 143].
ومن أعظم خصائص أهل السنة والجماعة أنهم يحبون الحق ، ويرحمون الخلق، ويدعون إلى الجماعة والائتلاف، وينهون عن الفرقة والاختلاف، ويتعاونون على البر والتقوى، ويجتنبون الإثم والعدوان،ويحافظون على نشر الأمن في الأوطان.
جعلنا الله وإياكم من أهل السنة والجماعة، ورزقنا الله وإياكم الاستقامة على الطاعة !
وصلوا وسلموا على من أمركم الله عز وجل بالصلاة والسلام عليه فقال سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد !
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات …. !