ينتسبون للنبي ويسيئون إليه
ينتسبون للنبي صلى الله عليه وسلم ويسيئون إليه
إننا لنعقل ولا نقبل , نعقل أن تأتي الإساءة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن لم يؤمن بالله ربا ولابالإسلام دينا ولا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا , ولكن الذي لا نعقله هو أن تأتي الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ممن أعلن الإيمان به والقبول برسالته فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهذه ثلاث طوائف تسيء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إساءة بالغة وهي تدعي الإيمان به :
الطائفة الأولى : صنف من العلمانيين يقبلون العقيدة الإسلامية , ويرفضون الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وقد قال الله عز وجل : ((فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) [ النساء:65]. فهذه الطائفة تسيء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بردها ما جاء به من الشريعة في الكتاب والسنة , وكان حق الإقرار به أن تذعن لشريعته وحكمه , وإن كان لها موقف من بعض الشروح والتفاسير , لكن لا يكون ردها لأصل الشريعة .
والطائفة الثانية : هم الشيعة الرافضة الذين يسيئون إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقدح في أصحابه والطعن في أحبابه , والطعن في أصحاب الرجل طعن في الرجل , وأعظم من ذلك الطعن في عرضه صلى الله عليه وآله وسلم بأبي هو وأمي , فالشيعة الرافضة يطعنون في عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها , ويتهمونها بالزنا محادة لله عز وجل الذي برأها في القرآن , وإساءة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وطعنا في عرضه ؛ فإنها زوجته وحبيبته التي مات ورأسه في حجرها مابين سحرها ونحرها , ولا يختلف اثنان أن الرجل أهون عليه أن يطعن فيه بأنه ميال إلى النساء شهواني النفس , أن هذا أهون عليه من أن يطعن في زوجته بأنها زانية . فالإساءة التي تسيئها الرافضة تجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من إساءة اليهود والنصارى . فأين الذين ينتبهون لهذه القضية من أهل الإسلام ؟
الطائفة الثالثة : شباب يغويه الشيطان , ويزل به اللسان فيقع في الذات الإلهية , ويسب الدين والملة الإسلامية , ولا شك أن في ذلك أعظم الإساءة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم , وأشد الانتقاص له ولدينه , فهل سيراجع هؤلاء الشباب أنفسهم وهل سيحفظ أولئك الفتيان ألسنتهم ؟ هذا ما نرجوه ونأمله , وإننا لنرتقب أن يكون أولئك في زمرة التائبين , وفي صدر الذابين عن الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم .