لماذا خلقت هذه الحياة خليط بين الشدائد والأحزان

رقم الفتوى ( 2155 )

السؤال : “إن الحياة خليط بين الشدائد، والأحزان، والابتلاءات، وغيرها من الفرح، والمسرة، والأمور الجيدة. والغير جيدة الفراق والمصاعب والأهوال والمصائب وقلباً يتقطع ألماً وقهراً والآخر يندب دماً على أهوال هذه الحياة ، وربما يكون هناك أشخاص سعداء
ولكن لماذا خلقت هكذا الحياة؟ هل هناك حكمة في هكذا ترتيب؟
هل الله يشعر بنا وبآلامنا؟ إذاً ما الحكمة في خلق الحياة بهكذا قسوة ؟ هل أستطيع أن أعيش سعيداً ؟
هل لي أن أسأل هكذا أسئلة ؟
الجواب : لا يجوز أن يسأل هذه الأسئلة من يقرأ القرآن ويعرف ما فيه من إجابات صريحة عن هذه الأسئلة :
قال الله عز وجل في كتابه العزيز : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[سورة الملك : 1 – 2]. فهذه الآية صريحة في بيان أن الله عز وجل خلق الموت والحياة من أجل ابتلاء العباد واختبارهم فيعلم أيهم أحسن عملا ..إنه الابتلاء والاختبار .
وقال الله تعالى: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[سورة الملك: 13 – 14]. (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟) إنه سؤال منطقي عقلي .. ألا يعلم الخالق حال عباده الذين خلقهم؟
وقال جل جلاله:(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)[سورة البقرة: 214].
إن قراءة القرآن بتأمل تشبع النفس بالجواب، وتملأ الصدر بالراحة، وتنقشع بها سحائب الريب والقلق ، فعليك بالقرآن يا بني واحذر من نزغات الشيطان ؟

زر الذهاب إلى الأعلى