الفرق بين أصول الفقه والفقه

رقم الفتوى ( 4209 )

السؤال : أريد منك توضيح الفرق بين أصول الفقه والفقه، فهل ممكن تبسط لي تعريف الأصول بطريقتك مع ضرب الأمثلة؟
الجواب : الفقه: هو العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية.
والمراد بالأحكام الشرعية العملية ما يتعلق بأعمال المكلف من عبادات ومعاملات وأحكام الأسرة وأحكام القضاء والعقوبات والحدود فهذه هي الأحكام الشرعية العملية.
وأدلتها التفصيلية هي الأدلة الخاصة لكل حكم ومسألة من تلك الأحكام العملية، مثل قول الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ )[سورة البقرة: 43]. هذا دليل تفصيلي نستنبط منه الأمر بالصلاة والأمر بالزكاة.
ومثل: حديث : “إنما البيع عن تراض” نستنبط منه أن البيع لا يصح إلا بالتراضي.
وهكذا.
وأما علم أصول الفقه: فهو علم بالأدلة الإجمالية، وكيفية الاستنباط من تلك الأدلة، وبيان صفات وشروط المستنبط (الفقيه المجتهد).
والأدلة الإجمالية يراد بها مصادر الأدلة والقواعد العامة المأخوذة منها، فالأدلة الإجمالية هي: الكتاب والسنة والإجماع والقياس وغيرها من أدلة ومصادر الاستنباط.
فعلم أصول الفقه يدرس هذه المصادر من حيث تعاريفها وخصائصها ودلالات ألفاظها من العموم والخصوص والإطلاق والتقييد والناسخ والمنسوخ ونحو ذلك، والقواعد العامة في أوامرها ونواهيها.
فعلم أصول الفقه يعرفنا بالمصادر، ويعرفنا بكيفية التعامل مع المصادر لنستنبط منها، فينظر إلى الأدلة نظرة إجمالية عامة. في حين أن علم الفقه هو الثمرة لعلم أصول الفقه فيتعامل الفقيه مع الدليل التفصيلي الجزئي والحكم المستنبط منه.

زر الذهاب إلى الأعلى