ما معنى قوله تعالى وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ
رقم الفتوى ( ٤١٢٠ )
السؤال : قال الله عز وجل : (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ)[سورة الشعراء: 224]. ما معنى الآية؟ ومن هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟
الجواب : (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) أي: يتبعهم الغواة لا أهل الرشد، والغواة هم شياطين الجن والإنس والسفهاء من الجن والإنس. والذين يتبعهم الغواة هم بلا شك غواة، ورؤوس في الغواية. وقد بين الله عز وجل مظهرين من مظاهر غوايتهم فقال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ)[سورة الشعراء: 225 – 226].
فالمظهر الأول من مظاهر غوايتهم (أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ) والمعنى: في كل كلام يخوضون بالحق والباطل فلا يتورعون عن الباطل من القول.
والمظهر الثاني : (أَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) أي: يكذبون، ويقولون الزور، ويدعون الدعاوى الباطلة ويبالغون في الأخبار والأوصاف لاسيما في خاصة أنفسهم.
والمقصود أصالة بالشعراء الذين يتبعهم الغاوون شعراء المشركين. فهؤلاء غواة خلص.
وقد استثنى الله عز وجل قوما من الشعراء من الحكم عليهم بالغواية فقال سبحانه وتعالى : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ) [سورة الشعراء: 227].
فهذه أربع صفات:
– الإيمان
– والعمل الصالح.
– وذكر الله كثيرا.
– والانتصار من بعد وقوع الظلم عليهم.
فمن اكتملت فيه هذه الصفات من الشعراء فقد نجى من الغواية بالكلية، ومن فقد بعضها مع الإيمان فمعه نصيب من الغواية.
والله أعلم.