ما المقصود من قول الله تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
رقم الفتوى ( ٣٩٩١ )
السؤال : شيخنا الفاضل، ما المقصود من قول الله تعالى(وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)؟
أفدني بتفسير واضح ..وجزاك الله خيرا؟
الجواب : قال الله عز وجل : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌعَلِيمٌ)[سورة اﻷنفال: 17].
هذه الآية وغيرها من الآيات في سورة الأنفال نزلت بعد معركة بدر الكبرى، وكانت معركة فاصلة بين الحق والباطل، وكان عدد المسلمينقليلا بالنسبة لعدد الكفار، حيث كان عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر، وعدد الكفار يقرب من الألف، ولكن معونة الله عز وجل للمؤمنينكانت حاضرة، ومن ذلك أن الله عز وجل أنزل الملائكة تقاتل معهم وتقتل في المشركين، ومن ذلك أن الله عز وجل أوحى إلى نبيه الكريم صلىالله عليه وآله وسلم بأن يخرج في وسط من ميدان المعركة وأن يأخذ حفنة تراب بيده ثم يرمي بها في وجوه المشركين وأن يقول: “شاهتالوجوه“، ففعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبلغ الله عز وجل ذلك التراب وما فيه من حصباء (حجار صغيرة) إلى وجوه وأعين وأفواهالمشركين، وفي ذلك الحدث أنزل الله عز وجل (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ) والمعنى : لست أنت الذي أوصل التراب والحصباء إلى وجوهالكفار حين ألقيتها بيدك، ولكن الله عز وجل هو الذي أوصلها سبحانه وتعالى بقدرته ومشيئته.
والمقصود من ذلك تذكير النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين بأن النصر كان من عند الله سبحانه وتعالى.