حكم من حلف على المصحف كاذبا
رقم الفتوى ( ٣٩٢٠ )
السؤال : ياشيخ، إذا أحد حلفوه على كتاب الله أنه ماعمل عملا كيديا لأمه، وحلف وهو كاذب فما الإثم الذي يقع عليه؟
وماحكم الحلف على كتاب الله كذبا وزورا؟
الجواب : الحلف الكاذب هو الذي يسمى اليمين الغموس أي التي تغمس صاحبها في النار، وهو من قول الزور، وقول الزور من كبائر الذنوبفعن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ “. قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : ” الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ “. وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقَالَ : ” أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ “. فَمَا زَالَ يَقُولُهَاحَتَّى قُلْتُ : لَا يَسْكُتُ ؟ رواه البخاري ومسلم.
وإذا حلف على كتاب الله كاذبا زاد الإثم واشتد العذاب، ويدخل في عموم قول الله تعالى
(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌأَلِيمٌ)
[سورة آل عمران: 77]. والحالف على المصحف كذبا ربما عجلت له بعض العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.
فليحذر المسلم من الحلف الكاذب سواء كان على المصحف أو ليس على المصحف.