خطبة عيد الفطر المبارك لعام 2012م
ألقى فضيلة الشيخ صالح بن محمد باكرمان المشرف العام على مؤسسة الفتية الإعلامية ورئيس مؤسسة الفجر الخيرية خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1433هـ – 2012م بمدينة المكلا بمعلب نادي شعب حضرموت وإليكم نص الخطبة :
الخطبة الأولى
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الحمد لله ما صام صائم وأفطر والحمد لله ما طلع هلال العيد وكبر مكبِّر والحمد لله ما عرف عبد نعمة ربه فشكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله شهادة أدَّخِرها ليوم العرض الأكبر .
والصلاة والسلام على وجه الكمال والتمام على سيد البشر سيدنا محمد وعلى آله وصحبه السادة الغرر .
أما بعد : أيها المسلمون عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر .
لقد كنا بالأمس – يا عباد الله – في رمضان في شهر التوبة والغفران ، نتفيأ فيه ظلال الطاعات ، ونستنشق عبير النفحات ، ونتعرض للرحمات ، نصوم بالنهار ونبذل الصدقات والزكوات ونقوم بالليل ونبذل بالصدقات ، عشنا فيه مع القرآن ، واجتمعنا فيه بالأهل والخلان ، وتعاهدنا فيه ذوي القربى والجيران ، ازداد فيه إيماننا ، وظهر فيه إحساننا ، وسمت فيه أرواحنا ، ثم تصرمت أيامه وانقضت لياليه ، فيا لهف النفوس على شهر التوبة والصيام ويا حزن القلوب على زمان الدعاء والقيام ، على مثله يبكي الباكون ويحزن المحزنون .
دعِ البكاء على الأطلال والدار
وَذِكر مَنْ بانَ من خل ومن جار
واذرِ الدموعَ نحيبا وابكِ من أسف
على فراق ليالٍ ذات أنوار
على ليالٍ لشهر الصوم ما جعلت
إلا لتمحيص آثام وأوزار
واليوم صرنا في يوم العيد والجدير بالتهنئة اليوم والحقيق بالتهنئة اليوم إنما هو من غفر له في رمضان وعتقت نفسه من النيران ، وأما من أدرك رمضان فلم يغفر له فرَغمَ أنفسه وذلّتْ نفسه ، وهو جدير بالتعزية لا بالتهنئة فانظر نفسك يا عبدالله من أي الفريقين تكون .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
لقد تخرجنا من مدرسة رمضان وقد ألفت نفوسنا فعل الطاعات ، وتدربت على ترك السيئات فصلواتنا في جماعة ، وأوقاتنا في طاعة ، نكظم الغيظ ونعفو ، ونمسك اللسان ونعلو ، وإنها لنعمة عظيمة وشكرها حفظها ، ومِنِّة جليلة وحمدها ديمتها ، فدوموا على التقوى واستقيموا على الخير ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) .
ولا تنسوا أن تتموا هذه النعمة بصوم الست من شوال فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر كله ) رواه مسلم .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
لقد عكر صفونا في رمضان وأحزن قلوبنا في شهر القرآن ما حدث فيه من منكرات في الأسواق وفي السواحل والمتنزهات لاسيما الليالِ القدرية التي منحها رب البرية لتدنو منه القلوب وتجأر الألسنة بطلب غفران الذنوب ولكن نساءنا وأخواتنا وبناتنا أبينَ إلا أن يتسوقن إلا في الليال العشر وأبى شبابنا إلا أن يضاعفوا مواعداتهم ومغازلاتهم في هذا الشهر ، وإذا بالأخبار تأتي بما يندى له الجبين ، وتسح منه العيون ، ويدمى منه القلب ، فقد أخبرني من رأى ومن سمع ممن رأى أخبروا بما يحدث من دكسات ومغازلات ومواعدات في شهر الصيام وفي ليال القيام فإلى أين يا أهل حضرموت ؟ وفي أي زمان يا أهل الإسلام في رمضان وفي شهر الطاعة والقرآن ، وإنها لمسئولية السلطة المحلية بالدرجة الأولى أن تمنع هذه المنكرات في رمضان وفي غير رمضان ومسئولية العلماء والدعاة وأولياء الأمور فاتقوا الله يا عباد الله وامنعوا هذا المنكر قبل أن ينزل الله عز وجل علينا عذابا يعمنا ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) .
وفي المقابل حدث في رمضان ما أثلج الصدور وأفرح القلوب أبهج النفوس وذلك هو ما قام به قسم مكافحة المخدرات ومعه جمعية مكافحة المخدرات والقات من إحراق كمية هائلة من المخدرات تزيد قيمتها على مليار ونصف مليار ريال يمني ، فنسأل الله عز وجل بمنّه وكرمه أن يكلل جهودهم بالنجاح وان يقوي أمرهم ويشهّدَّ أزرهم ويعظم أجرهم ومثوبتهم اللهم آمين .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
لقد هبت على العالم العربي نسائم الربيع وعصفت فيه رياح التغيير فاجتثت قلاع الطغاة وأغرقت سفن الجبابرة ، وما من شي يقف أمام قدرة الله عز وجل الذي إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون .
ولكن الذي نخشاه أن تهطل أمطار مشئومة وان تسيل في أرضنا سيول مكظومة فتجرف الأخضر واليابس ولا تبقي ولا تذر ، فتطال ثوابت الأمة باسم التغيير وترسِّخ معالم العلمانية باسم التحرير فاتقوا الله عباد الله وتمسكوا بشريعة الله والتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الله عز وجل ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما )
قلت ما سمعتم واستغفروا الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
الله اكبر
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات والصلاة والسلام على سيد البريات محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه المسارعين إلى الخيرات .
أما بعد
أيها المسلمون عباد الله
لا يزال أفقُ الأزمة اليمنية ملبداً بالغيوم ، ولا يزال المشهد غير معلوم الخاتمة ، ولاشيء ثابت ومستيقن إلا المعاناة ، التي غرزت في جسد الشعب أنيابها ، وفتحت له أبوابها ، ونشرت بينه أسبابها ، وإن من أعظم أسباب ذلك عدم التمسك بحبل الله والاستعانة بأعداء الله والاستهانة بحقوق عباد الله ، وعدم صدق النوايا في إصلاح الأمور قال الله عز وجل : ( إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ) لكن النوايا ليست منعقدة لترسيخ الأمن ولا إلى إقامة العدل ، وأي أمنٍ سيستتب وثمة من لا همَ له إلا تقويض الأمن ، وإشاعة الذعر فمسلسل الاغتيالات للقيادات العسكرية وغير العسكرية لا زالت حلقاته مستمرة ، لاسيما في حضرموت وعدن والشماعة التي تناط بها التهم قائمة ، والحقيقة التي تقف وراء ذلك عائمة ، ولا ندري ماذا سيجني القتلة من وراء هذه الجرائم البشعة غير تقويض الأمن وإشاعة الخوف وزرع الكراهية ، وعزاؤنا أن ذلك ينذر بقرب نصر المظلوم وانكسار الظالم قال الله عز وجل : ( ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا )
الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد
أيتها المرأة المسلمة لقد عرف أعداء الله قدركِ وعلموا خطر شأنكِ فأنتِ مصنع الرجال ومدرسة الأجيال وأنت حضن الأسرة الدافئ ودواؤها الشافي وحصنها الحصين فأراد الأعداء أن يقتحموا ثغر الإسلام من قبلك باسم تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها ومالهم غاية إلا تتركي الحشمة وتودعي العفة ، حتى تصيري سلعة رخيصة في يد الرجال وهاهم اليوم يبرزون لكِ بعض النماذج المتحررة لتكون قدوة لكِ في ترك الحجاب وأسوة في الجرأة بلا حساب ، وإنما قدوتك من قص الله عز وجل علينا خبره في كتابه العزيز ومن ذلك ما قصه الله عز وجل من قصة موسى مع بنتي صاحب مدين ( ولما ورد ماء مدين وجد أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالت لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما من تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) أثنى الله عز وجل على هاتين المرأتين وخلد ذكرهما في القرآن وأخبر أنهما مما أثنى الله عز وجل به عليهما أنهما لا يخالطان الرجال وأنهما يمشين باستحياء هذه هي أخلاق الإسلام وهذا هو ما يثني عليه القرآن فاتقي الله وكوني على الأثر .
الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد
لا يسعنا أيها المؤمنون إلا أن نذكركم بإخوانكم المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها فلا تنسوا في غمرة الفرح وبهجة العيد إخوانكم في فلسطين الذين يدافعون عن الأقصى نيابة عن الأمة .
ولا تنسوا إخوانكم في سوريا الذين سامهم النصيريون والرافضة سوء العذاب وإنهم لمنصورون بإذن الله ولكل أجل كتاب ، لا تنسوا إخوانكم في ميانمار الذين يقتلون على أيدي البوذيين شر قتلة ويذبحون شر ذبحة ويحرّقون ويغرقون على مرأى من العالم ومسمع ، ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) فلا تنسوا إخوانكم هنا وهناك من الدعاء لهم والصدقة عليهم وهذا أقل ما يقدم لهم .
عباد الله : الله الله في إقامة صلواتكم وصلة أرحامكم وحفظ أولادكم أسأل الله أن يتمم علينا عيدنا بالخير وصلوا وسلموا على من أمركم الله عز وجل بالصلاة والسلام عليه …..