بعض الأشخاص يقول أنا لن أحفظ القرآن لأنه سيكون حجة علي
رقم الفتوى ( ٣٨٦٠ )
السؤال : ياشيخ، بعض الأشخاص يقول: أنا لن أحفظ القرآن؛ لأنه سيأتي حجة علي أو لي فهو يخاف أن يكون حجة عليه فلا يحفظه. هلعليه
إثم؟
الجواب : حفظ القرآن كله ليس من الواجبات التي يأثم بتركها المسلم، فلا يجب إلا حفظ فاتحة الكتاب، ولكن حفظ القرآن فيه فضائل عظيمةتعود على حافظه في الدنيا والآخرة. وحسبك من فضائل حفظ القرآن في الدنيا أن ينسب الله تعالى حفظه لأهل العلم، قال الله تعالى : (بَلْهُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ)[سورة العنكبوت: 49].
وحسبك من فضائله في الآخرة أن يتوج والدا حافظ القرآن بتاج الوقار فكيف به هو؟
وأما ترك هذه الفضيلة العظيمة بدعوى الخوف من أن يكون القرآن حجة عليه فهي من وحي الشيطان وكيده ومكره حتى لا يحظى المسلمبهذه الخصلة الكريمة ولا يتمتع بآثارها العظيمة التي منها حفظ المسلم من الشيطان وكيده، ثم هل من ترك حفظ القرآن سيسلم من أن يكونالقرآن حجة عليه؟ بل هذا أجدر بأن يكون القرآن حجة عليه بتركه للقرآن وهجره له، قال الله عز وجل : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُواهَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)[سورة الفرقان: 30].
فليحذر المسلم من وساوس الشيطان التي يقدمها في ثوب النصيحة، فما أبعد الأبوين من الجنة إلا ذلك.