نصيحة لمن إنشغل بأجهزة الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي

رقم الفتوى ( ٣٨٥٦ )

السؤال : ياشيخ صالح، إني أحبك في الله، سؤالي هو أن كثيرا من الناس اليوم أصبحوا منشغلين بالنت والوتساب والفيس أكثر حتىشغلهم عن قراءة القرآن وبعضهم يسهر إلى الساعة إثنتين وثلاثة قبل الفجر فما هو الحكم والنصيحةفي هذا؟ وجزاكم الله خيرا.

الجواب : أحبك الله الذي أحببتني فيه.

ولا شك أن ما وقع فيه كثير من الناس اليوم من انشغال مفرط بأجهزة الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي لا سيما في الليل شيء سيئومذموم، وحكمه يتراوح بين الحرمة والكراهة، فمن وقع به في شيء من المحرمات كمشاهدة المنكرات ورؤية المنكرات والغيبة والشتم والسبوالتحقير والكذب ونشر الكذب والباطل أو ترك بسبب ذلك بعض الواجبات كالصلاة وحقوق الأولاد والزوجة ونحو ذلك فقد وقع في الحرام.

وأما إذا سلم من فعل أو قول المحرمات وسلم من التفريط في بعض الواجبات فهو واقع في الكراهة لما يتسبب فيه الكثير من السهر بعدالعشاء لغير علم وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السهر لغير علم أو مسامرة ضيف، فكيف بما هو أشد من ذلك من ذرائع الحراموطرقه، وأقل أحوال كثير من الناس الوقوع في خلاف الأولى، وقليل هم الذين يفيدون ويستفيدون ويضبطون أوقاتهم، وأما أكثر الناسفوصلوا حد الإدمان في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، وترك الناس قراءة القرآن ولا يقدر الواحد منهم أن يصلي ثلاث ركعات وترا بل لايصلون ركعة ولا يذكرون الله تعالى ولا يدعونه إلا ما شاء الله.

         ونصيحتي أن نعتدل في متابعة هذه المواقع وأن يتقي العبد ربه في وقته وعمره فإنه سيسأل عنه يوم القيامة، فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي اللهعنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ :لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ : عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْشَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ “. رواه الترمذي.

      فاتق الله عبد الله ونظم وقتك، وأرغم نفسك، واجعل لك نصيبا من القرآن، واجعل لزوجتك وأولادك نصيبا من وقتك، ولا تكن عبد الله أسيراللجهاز، فقد آن وقت الرحيل وأوشك أن يؤذن به. وهذه وصية للرجال والنساء والكبار والصغار.

زر الذهاب إلى الأعلى