خطبة جولة في بعض تاريخ اليهود

                       الخطبة الأولى

      الحمد لله ذي الجلال والإكرام، ذي الملك الذي لا يضام، والسلطان الذي لا يرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذي الجبروت والانتقام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله -عز وجل- بالرحمة إلا على الظالمين فبالحسام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادة العظام.

      أما بعد، أيها المسلمون عباد الله، اتقوا الله حق تقواه. { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ }[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٠٢].

      عباد الله، إن استهداف المستشفى الأهلي بغزة جريمة عظيمة، وفاجعة أليمة، تستبشعها العقول والأمم، فاجعة عظيمة بكل المقاييس والمعايير، وعند كل من عنده ذرة من الإنسانية، مستشفى مقتظ بالأطفال والشيوخ والنساء، من المرضى والجرحى، يُستهدف بالصواريخ، فتتمزق أجسادهم، وتتطاير أشلاؤهم، جريمة بشعة في غاية البشاعة، تستنكرها كل العقول، وتستهجنها كل الأمم ممن بقي فيه إنسانية.

      والمستشفيات من الأماكن المحرمة في الاستهداف في الحروب عند جميع الأمم، وفي الاتفاقيات الدولية، ولكنها من اليهود لا تستنكر، ولا تستغرب هذه الجريمة من اليهود، والشيء من معدنه لا يستنكر ولا يستغرب، هؤلاء هم اليهود، وهذه حقيقتهم، قتلة الأنبياء، وأعداء الأولياء والأصفياء، ينظرون إلى البشر كما ينظرون إلى الحيوانات، هؤلاء هم اليهود، كيف كانت مواقفهم من الأنبياء ومع الأنبياء، آذوهم، قتلوهم، فإذا كان ذلك هو موقفهم من الأنبياء والأصفياء، فكيف بمن دونهم من الخلق!

      وهذه جولة آخذكم فيها معي عباد الله؛ لنقف فيها على بعض مواقفهم من الأنبياء، بل ومن بعض أعظم أنبيائهم ورسلهم؛ لنتعرف على حقيقة اليهود وعلى نفسية اليهود، لنخرج بنتيجة في موقفنا من هؤلاء اليهود، بدء بموسى الكريم عليه الصلاة والسلام، ثالث الخلق، كليم الله، أعظم الخلق بعد الخليلين، بعد محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وعندهم هو أعظم الرسل، وهم أتباع موسى، هذا موسى فكيف كان موقفهم منه ومن معه؟! قصص طويلة لن نقف عندها، نتيجتها قال الله -عز وجل- مخاطباً لنا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَكونوا كَالَّذينَ آذَوا موسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمّا قالوا وَكانَ عِندَ اللَّهِ وَجيهًا﴾ [الأحزاب: ٦٩].

      آذوا موسى الكليم -عليه الصلاة والسلام- أذية عظيمة، ولكنه رجل عظيم، ورسول كريم، صبر صبرا عظيماً حتى قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بأبي هو وأمي -في موقف أُوذي فيه من قِبل بعض المنافقين-: ” رَحِمَ اللهُ مُوسَى، لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ “.

      أوذي موسى -عليه الصلاة والسلام- ومن قصص أذاه أنهم أشاعوا إشاعة في بني إسرائيل، أن موسى له خصية كبيرة منتفخة، وأنه إنما لا يغتسل عريانا خشية أن ترى خصيته المشوهة، وكانوا يغتسلون عراة، والكليم -عليه الصلاة والسلام- كان حيياً لا يغتسل مع بني إسرائيل، إذا اغتسل ذهب في مكان وحده، يخلع ثيابه ويغتسل وحده، قالوا: علام لا يغتسل معنا؟! لا يريد منا أن نرى شوهته، وأخذوا يشيعون في نبي وفي رسول، يتهجنونه بألسنتهم، فأراد الله -عز وجل- أن يبعد عنه قول السوء، فذهب يغتسل مرة وحده، وخلع ثيابه، ووضع ثيابه على حجر، ودخل يغتسل، فلما دخل وهو عريان وحده طار الحجر بإذن الله -والقصة في البخاري ومسلم- وهرب بالثياب، فخرج موسى يطارد  الحجر: “ثوبي حجر، ثوبي يا حجر”.  فمر على بني إسرائيل، فرأوه على أحسن خلقة، فكفوا عن أذاهم.  ﴿…لا تَكونوا كَالَّذينَ آذَوا موسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمّا قالوا …﴾

      واتهموه بقتل هارون وهم في التيه، في مرة من المرات قال لهم موسى امكثوا سأنظر في الطريق أنا وأخي، لعلنا وحدنا نجد الطريق، فذهب موسى مع هارون عليه الصلاة والسلام، يبحثان عن الطريق للخروج من التيه في صحراء سيناء، فصعدا على جبل ينظران، وبإذن الله حضرت الوفاة هارون عليه الصلاة والسلام، فقبضه الله عز وجل، مات هارون، فماذا فعل موسى -عليه الصلاة والسلام- لأخيه الكريم العظيم؟ حمله على ظهره، وجاء به إلى بني إسرائيل، قالوا يا موسى أنت قتلته، أنت قتلته، سبحان الله! أنا قتلت أخي، فبرأه الله مما قالوا.

      وقصص أخرى لا نفيض فيها، فمواقفهم مع موسى بالعناد والتعنت وبالأذية كثيرة، إذا كان هؤلاء هم خلص بني إسرائيل في أعظم من يحترمون، فكيف في من دونه؟!

وننتقل في التاريخ إلى ثاني أعظم من يعظمون من رسل الله، داود عليه الصلاة والسلام، وملك داود الذي يتغنون به، آذوه أذية شديدة عليه الصلاة والسلام، واتهموه أنه يعشق زوجة قائده أوريا، وأنه إنما يرسله في الجهاد والمعارك ليموت ويقتل؛ حتى يخلف على زوجته، وسطروا هذا وتناقلوه عياذا بالله، رسول عظيم، مخلص من الله، مصطفى مختار، تطعنون فيه هذا الطعن! وأخذوا يؤذون داود، ويتعنتون معه، ويقعون في الحرام، حتى لعنهم لعنة كما قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿لُعِنَ الَّذينَ كَفَروا مِن بَني إِسرائيلَ عَلى لِسانِ داوودَ وَعيسَى ابنِ مَريَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ۝ كانوا لا يَتَناهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلوهُ لَبِئسَ ما كانوا يَفعَلونَ﴾ [المائدة: ٧٨-٧٩]. لعنوا على لسانه، وقال بعض العلماء: قلب طائفة منهم قردة بتلك اللعنة.

      ثم يأتي سليمان عليه الصلاة والسلام، ذو الملك والسلطان، أعظم من ملك في هذه الأرض من البشر، صلوات ربي وسلامه عليه، أصفياء الله، ماذا قال اليهود عن سليمان عليه الصلاة والسلام؟ قالوا ما ملك الناس إلا بالسحر، سليمان ساحر كافر، رسول يتهمونه بالسحر والكفر، سبحانك يا رب! وتبقى هذه العقيدة في بني إسرائيل حتى بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما ذكر سليمان -عليه الصلاة والسلام- في القرآن قالوا: علام محمد يذكر سليمان مع الأنبياء وما كان إلا ساحرا كافرا؟! فأنزل الله -عز وجل-: ﴿وَاتَّبَعوا ما تَتلُو الشَّياطينُ عَلى مُلكِ سُلَيمانَ وَما كَفَرَ سُلَيمانُ وَلكِنَّ الشَّياطينَ كَفَروا يُعَلِّمونَ النّاسَ السِّحرَ وَما أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبابِلَ هاروتَ وَماروتَ …﴾ [البقرة: ١٠٢].

     هذا موقف بني إسرائيل من الأنبياء والمرسلين الذين يعظمونهم، ومواقفهم وعجائبهم لا تنتهي مما في الكتاب والسنة وفي التاريخ المتواتر عند الأمم، وتمضي السنون، وبسبب هذه التعنتات يبتليهم الله -عز وجل- بالكفار المشركين من أهل بابل عبدة الأوثان، ويأتيهم نبوخذ نصر الذي يسميه العرب بختنصر، ويدخل عليهم في فلسطين، ويدمر البيت (المسجد)، ويدوس عليهم دوسا، ويأخذهم أسرى، ويحملهم معه إلى بابل فيما يسمى في التاريخ بالسبي البابلي، وهناك ذلوا وأهينوا وأخزوا في الأسر، وفي أثناء ذلك كتبوا أساطيرهم، ودبروا تدابيرهم، كتبوا التوراة البابلية، والتلمود، وبروتوكولات حكماء صهيون، وأخذوا يخططون لتدمير الدنيا وحكم العالم، ونشأت الماسونية، وحلموا بالعودة إلى أرض الميعاد، إلى فلسطين، وبقوا في الأسر البابلي سنين عديدة، حتى جاء كورش الأكبر من الفرس، وكان مؤمنا مسلما، وهو أظهر وأقرب من قيل عنه ذو القرنين، فسمح لهم بالرجوع إلى فلسطين، وقال هؤلاء من أبناء الأنبياء، وذراري الأنبياء، ورجعوا إلى فلسطين والقدس، ولكنهم عادوا مرة أخرى إلى الكبر والكفر، فوصلوا إلى حد قتل الأنبياء والمرسلين، فقتلوا زكريا عليه الصلاة والسلام، وقتلوا يحيى عليه الصلاة والسلام، أنبياء من أنبياء الله- عز وجل- واصفيائه قتلوهم، قتلوا الأنبياء فماذا بعد ذلك؟!

      عباد الله، فجاء عيسى -عليه الصلاة والسلام- يدعوهم إلى الدين، إلى الإسلام، إلى العودة إلى الله، كيف كان موقفهم من عيسى عليه الصلاة والسلام؟ كفروا به، اتهموه أنه ابن زنا، واتهموا مريم بالزنا، وبقولهم على مريم بهتانا عظيما، ولم يكتفوا بذلك في تلك الفترة، كان قد سلط الله -عز وجل- عليهم الوثنيين الكفرة من الرومان، وهذه المرة الثانية وفي تلك الفترة، جاء عيسى عليه الصلاة والسلام، فبدلاً من أن يقفوا مع رسولهم من ذرية داود عليه الصلاة والسلام- وعلى دينهم يدعو إلى الله، وإلى الرسالة، وإلى الوحي، وإلى الإيمان، وإلى الأخلاق- وقفوا مع المشركين الوثنيين الروم على عيسى عليه الصلاة والسلام، ودلّوا عليه، وجاء الرومان مع اليهود لقتل عيسى عليه الصلاة والسلام، وهم يظنون أنهم أخذوا عيسى، أخذه الجند الرومان وسلموه لليهود؛ ليصلبوه ويعدموه. ﴿… وَما قَتَلوهُ وَما صَلَبوهُ وَلكِن شُبِّهَ لَهُم …﴾ [النساء: ١٥٧]. ﴿فَلَمّا أَحَسَّ عيسى مِنهُمُ الكُفرَ قالَ مَن أَنصاري إِلَى اللَّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللَّهِ آمَنّا بِاللَّهِ وَاشهَد بِأَنّا مُسلِمونَ﴾ [آل عمران: ٥٢]. آمن الحواريون بعيسى عليه الصلاة والسلام وكفر اليهود ﴿… فَآمَنَت طائِفَةٌ مِن بَني إِسرائيلَ وَكَفَرَت طائِفَةٌ فَأَيَّدنَا الَّذينَ آمَنوا عَلى عَدُوِّهِم فَأَصبَحوا ظاهِرينَ﴾ [الصف: ١٤].

هذا موقف اليهود -عباد الله- من أنبياء الله ومن خلصاء الله عز وجل، فكيف ستكون مواقفهم ممن بعدهم؟! وهؤلاء هم خلص اليهود، وأهل الدين من اليهود، فكيف بمن هو دونهم؟! نسأل الله السلامة!

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

                    الخطبة الثانية

      الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

     أما بعد، أيها المسلمون عباد الله، اتقوا الله حق تقواه.

      عباد الله، وكيف كان موقف اليهود من النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ من محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه، من صفوة خلق الله وهم يعلمون أنه رسول الله، ما الذي جاء ببني إسرائيل إلى المدينة، إلى يثرب؟ ما الذي جاء بهم؟ اقرأوا التاريخ، اقرأوا في كتبهم عن نبي آخر الزمان وأنه يبعث في قرية ذات نخل بين لابتين، عرفوا تفاصيل مهاجره، عرفوا تفاصيل صفة البلدة التي يهاجر إليها، بحثوا عنه حتى وصلوا إلى يثرب، فقالوا هذه هي، هذه صفات المدينة التي يبعث فيها نبي آخر الزمان، فنزلوا بها، ومن نزل بها من  من ذرية هارون عليه الصلاة والسلام، وعاشوا بين العرب بالمكر والخداع وإلهاب الحروب، ولا يجيدون إلا هذا والتعامل بالربا والرشا، وبعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وعرفوه ولكنهم لم يؤمنوا به﴿…فَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفوا كَفَروا بِهِ فَلَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الكافِرينَ﴾ [البقرة: ٨٩].

      سيرة طويلة، لن نقف إلا عند حادثتين من حوادث اليهود مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حاولوا فيهما أن يغتالوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أن يقتلوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك مرة في بني النضير، وهذه الحادثة هي التي كانت السبب في غزوة بني النضير، قتل عمرو بن أمية الضمري -رضي الله عنه- رجلين من بني عامر في قصة طويلة، ظن أنهم من أعداء الله، فإذا بهم ممن قد تعاهدوا مع الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ووادعوه، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: لأؤدينّ ديتهم.  والدية يحملها كل المجتمع، مجتمع المدينة، والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قد دخل مع اليهود في عهد ووثيقة في مجتمع واحد، فذهب إليهم يستعينهم في دية هذين الرجلين على كل الشعوب والمجتمع، فقالوا: مرحبا يا محمد، وأهلا وسهلا، ادخل هذا البستان، وانتظر حتى نصنع لك الطعام، ونجمع لك الدية. فجلس النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ومعه أبو بكر وعمر تحت حصن من حصونهم، فقال هؤلاء الإنجاس: إنها لفرصة ما بعدها فرصة، أن يصعد أحدكم من فوق هذا الحصن، ويرمي على رأسه رحى فيخلصنا منه. فانطلقوا لينفذوا هذه الجريمة، فأوحى الله -عز وجل- إلى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- بمكرهم، جاءه الوحي من السماء، فقال لأصحابه: فلننطلق إلى المدينة. ورجع وأعد العدة مباشرة على بني النضير، وحاصرهم وكانت غزوة بني النضير.
      وفي حادثة أخرى في غزوة خيبر، بعد أن طردهم من المدينة، الرسول محمد بن عبد الله -صلوات ربي وسلامه عليه- الرحمة المهداه، الرسول الذي وادعهم في المدينة، لم يستطع أن يجالسهم ولا أن يعايشهم، وهم أهل هدنة وأهل ذمة، فطردهم من المدينة في غزوات مشهودة، ثم جاءهم إلى خيبر وهزمهم، فوادعوه على أن يخرجوا ولا يقتلهم، فأعطاهم ما يريدون، فلما جلس صنعوا له مؤامرة، صنعت له امرأة شاة مَصْليَّة ووضعت فيها السم؛ لتقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجاءوا بالشاة المصلية وعنده أصحابه، وبدأوا بالطعام، وكان من أول من طعم الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وبشر بن البراء بن معرور، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: دعوا الطعام إنها شاة مسمومة. أما بشر بن العراء فمات رضي الله عنه، قتل في ذلك السم.

      هؤلاء هم اليهود، هذه مواقفهم من الأنبياء والمرسلين، ينظرون إلى الناس على أنهم حيوانات ويقولون ﴿ .. لَيسَ عَلَينا فِي الأُمِّيّينَ سَبيلٌ …﴾ [آل عمران: ٧٥]. لا سبيل علينا في الأميين، وفي ما نفعل فيهم من قتل، وأذية، وسرقة، ومعاملة بالربا، كل ذلك حلال لنا، ما خلقوا إلا من أجلنا، ومن أجل خدمتنا، هذا وهم من سكان تلك البلد! ليسوا غزاة، فكيف إذا كانوا غزاة، وإذا كانوا محتلين للأرض، وإذا كانوا معتدين؟! كيف سيكون حالهم؟! وما الموقف الذي ينبغي أن يكون منهم؟!

       ما النتيجة التي نخرج بها -عباد الله- من هذه الجولة؟ قد أعطانا الله كل شيء في القرآن، اليهود مغضوب عليهم، اليهود مغضوب عليهم من رب العالمين جل جلاله، ونحن نقرأ في صلاتنا سبعة عشر مرة في اليوم على الأقل ﴿اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيمَ۝ صِراطَ الَّذينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضوبِ عَلَيهِم وَلَا الضّالّينَ﴾ [الفاتحة: ٦-٧].

نقل الإمام ابن أبي حاتم إجماع المفسرين على أن (المغضوب عليهم) اليهود، (والضالون) النصارى، مغضوب عليهم، ما هو موقفنا معهم ومنهم؟ البراءة منهم، والعداوة لهم، قال الله -عز وجل-: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ…﴾ [المائدة: ٥١]. رب العالمين -جل جلاله- يقول، الله الذي خلقك عبدالله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم…﴾ [المائدة: ٥١]. من اليهود، الذي يتولى اليهود، ويحب اليهود، ويناصر اليهود، هو من اليهود، والذي يحب النصارى، وينصر النصارى، ويتولى النصارى، هو من النصارى.

       القرآن كتاب الله -عز وجل- جلي، هل نحتاج إلى أن نجرب المجرب؟! هل نحتاج أن نتأكد من كلام رب العالمين جل جلاله؟! فكيف إذا كانوا معتدين! كيف إذا كانوا محتلين!

       فاتقوا الله عباد الله، اعرفوا حقيقة اليهود، واملأوا قلوبكم بالبغض لهم، واعزموا على الجهاد والمحاربة لهم، والمناصرة لأولياء الله المؤمنين، أولياؤنا هم كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولينا كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، من كل طائفة، ومن كل دولة، ومن كل جنس ولون، ومن كل جماعة، ومن كل فئة، هذا هو الدين أمة واحدة.

      فكونوا -عباد الله- مع إخوانكم في فلسطين بقلوبكم ودعائكم وأموالكم وأنفسكم،  ولابد أن تتحرر فلسطين، ولن تتحرر إلا أن تنهض الأمة بوحدة واحدة، وقلب واحد، على قلب رجل واحد.

      أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يحرر المسجد الأقصى من تحت رجس اليهود! اللهم حرر المسجد الأقصى من تحت رجس اليهود! اللهم حرر المسجد الأقصى من أيدي اليهود! اللهم عليك باليهود المعتدين! اللهم عليك باليهود المعتدين! اللهم عليك باليهود المعتدين ومن والاهم، ومن عاونهم، ومن تهاون معهم وهو قادر على أن يردهم، أو أن يرد بعض ما يفعلون! اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك! اللهم اشدد وطأتك على اليهود! اللهم اشدد وطأتك على اليهود! اللهم اشدد وطأتك على اليهود! اللهم اهزمهم شر هزيمة يا قوي يا عزيز، يا قوي يا عزيز، يا رب السموات والأرض!

      اللهم اهزمهم شر هزيمة! اللهم لا ترفع لهم راية، ولا تحقق لهم غاية، واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية! اللهم انصر مجاهدينك في كل مكان! اللهم انصرهم في غزة وسائر فلسطين! اللهم انصرهم نصرا مؤزرا، وافتح لهم فتحا مبينا، وافتح لهم فتحا مبينا، وافتح لهم فتحا مبينا، ثبت أقدامهم، سدد رميهم، اجمع على الحق كلمتهم، واجمع الأمة على قلب رجل واحد يا رب العالمين، على لا إله إلا الله، وعلى محمد رسول الله!

      اللهم رحماك بالمستضعفين في كل مكان! اللهم رحماك بالمستضعفين من المسلمين في كل مكان! اللهم يا رحمن يا رحيم رحماك بالمستضعفين من المسلمين في غزة وسائر فلسطين! اللهم ارحم ضعفهم يا رب! اللهم كن لهم عونا ومعينا! اللهم أمنهم كما أمنتنا! اللهم أمنهم كما أمنتنا! اللهم أمنهم كما أمنتنا! اللهم وأطعم جائعهم! اللهم واكسِ عاريهم! اللهم وتقبل شهداءهم يا قوي يا عزيز، يا رحمن يا رحيم!

       اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم خذ بأيدينا إلى كل خير! اللهم خذ بأيدينا إلى كل خير! اللهم خذ بأيدينا إلى كل خير! اللهم وصلِّ وسلم على رسولك الكريم وعلى آله وصحبه! وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

لتحميل الخطبة صوتية

زر الذهاب إلى الأعلى