ما الحكمة من تشريع الزواج بأربعة نساء وليس أكثر

رقم الفتوى ( 3624 )

السؤال : شيخنا الفاضل حفظك الله ورعاك،  ما الحكمة من تشريع الزواج بأربعة نساء وليس أكثر؟

الجواب : الأصل هو التسليم لللشرع سواء عرفنا الحكمة منه أو لم نعرفها، وتلك هي حقيقة الإسلام، فأصل الإسلام هو الاستسلام لله تعالىولشرعه، ومن لم يقبل الشرع إلا بعد أن يقبله عقله فليس بمستلم للشرع وإنما هو مستسلم لعقله وقابل لما قبله عقله، وقد قال رب العزةوالجلال : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[سورة النساء:65]. وقال تعالى :

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[سورةاﻷحزاب: 36].

فالمؤمن بالشرع من أصله يقبله سواء علم حكمته أو لم يعلمها، ومن لم يقبل بالشرع فالنقاش معه في تقرير أصل الشريعة وليس في جزئياتهاوحكمة كل جزئية، فما لم يقبل بالشريعة فلن يقبل بجزئياتها مهما عللت.

      وأما معرفة الحكمة من باب زيادة الإيمان ومعرفة جلال الله عز وجل وحكمته في شرعه فذلك أمر آخر، ولكن الحكم التي لم يأت النصعليها القول فيها من باب الظن فلا يجوز الجزم به، وثمة تشريعات كثيرة يصعب الوقوف على حكمها كصلاة الفجر ركعتين والمغرب ثلاثاوالظهر والعصر والعشاء أربعا، وأنصباء الزكاة وغير ذلك كثير.

وإباحة أربع من النساء دون أكثر من هذا النوع الذي يصعب على العقول الوصول إلى الحكمة منها، فما معنا إلا التسليم للنص.

والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى