خطبة ألا مشمر للجنة -مفرغة-

مسجد ابن مسعود   المكلاالديس

الجمعة ١٢ ذو القعدة  ٣ يوليو

خطبة  .. ألا مشمر للجنة

🖋 أبو مجاهد

صالح بن محمد باكرمان

      الحمد لله الذي جعل الجنة دارا لكرامته ومقرا لرحمته ومستقرا لنعمته. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تفتح لي بابجنته، وتبعدني عن سخطه ونقمته. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، حثنا على التشمير للجنات، وسؤال الفردوس أعلىالدرجات ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أولي الهمم العاليات، والأعمال الصالحات

أيها المسلمون

اتقوا الله حق تقواه

قال الله عز وجل :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[سورة آل عمران: 102].

عباد الله

      “أَلَا مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ ؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ،وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ، فِي مَقَامٍ أَبَدًا “.

      وإنها والله ليست بجنة واحدة ولكنها جنات،

بُشِّر بها الذين آمنوا وعملوا الصالحات، قال الله عز وجل : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَارُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[سورة البقرة: 25].

      وإنما تكون الجنة للذين يعملون الصالحات، ويتقربون إلى الله تعالى بالوفاء بالنذر وإنفاق الصدقات، يريدون وجهه، ويخافون عذابه،  قال الله عز وجل :(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِاللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا)[سورة اﻹنسان: 7 – 10].

     فأولئك الذين الذين شكر الله سعيهم، وجزاهم جنة وحريرا على صبرهم، قال الله عز وجل واصفا الجنة قطوفها وظلالها، وآنيتها وأكوابها،وحليها وثيابها، وظلالها وشرابها، وولدانها وثوابها:

(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَازَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَارَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَٰذَا كَانَلَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا)[سورة اﻹنسان: 11 – 22].

      وقال الله عز وجل في وصف أنهار الجنة، وما فيها من عظيم المنة: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِد%D

زر الذهاب إلى الأعلى