هل يوجد فضل فى تأخير صلاة العشاء عن وقتها

رقم الفتوى ( 3525 )

السؤال : يا شيخ، هل يوجد فضل فى تأخير صلاة العشاء عن وقتها؟

الجواب : تأخير صلاة العشاء عن وقتها بحيث تصلى بعد طلوع الفجر كبيرة من كبائر الذنوب، وفاعل ذلك متوعد بالويل في نار جهنم، قال الله عز وجل: *(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)* [سورة الماعون: 4 – 5]. ولكن لعل السائل يقصد تأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل، وقد اختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال: يستحب تأخيرها إلى ثلث الليل لما جاء عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:  أَعْتَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ، وَحَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى، فَقَالَ : *” إِنَّهُ لَوَقْتُهَا لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي “* رواه مسلم. ومن أهل العلم من قال: الأفضل أداؤها في أول الوقت لعموم الحديث:عَنِ  ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،  أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى  اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : *”الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ “* رواه البخاري ومسلم . وهذا مذهب الشافعي رحمه الله. وهذا هو الراجح؛ فإن رفع الحرج عن الأمة من أعظم مطالب الشريعة؛ لذلك واظب النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة العشاء في أول وقتها طول حياته إلا في حالات نادرة. والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى